الجمعة، 10 سبتمبر 2010

الشاعر مهنا المغوارى

مهنا المغوار ى من موليد راس الحكمة بمرسى مطروح وهوابن اخ الشاعر الكبير ضاى المغوارى  صاحب قصيدة الى كمها قاصر علية مرفقها قلبى   عشقها لا غابت عنها ولا ارضيت رافقاوتغنا بها الفنان الراحل عو ض المالكى رحمة اللة علية وااتمنى ان تنال اعجبكم وكل عام وانتم بخير

الخميس، 9 سبتمبر 2010

ملك البلاد يازين king Farouk

  • عاد الامير فاروق الى مصر ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الاول ، وذلك وفقا لنظام وراثة مصرى وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الانجليز .

  • نظرا لكون فاروق كان قاصراً فقد تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد على بن الخديوي توفيق شقيق الملك فؤاد الأول وكان سبب إختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سناً ، واستمرت مدة الوصاية مايقارب السنه وثلاث شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه ، فأخذت فتوى من المراغي شيخ الأزهر آنذاك بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري ، وأدّى ذلك إلى أن يتوّج فاروق ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937 ، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد .

  • وقد استقبل الشعب المصرى كله الملك الشاب استقبالا رائعا نابعا من قلوب المصريين الذين احبوا الملك الشاب ، واستبشروا بقدومه خيرا بعد عهد ابيه الذى كان ينظر اليه على انه ملك مستبد وموال للانجليز .

  • عاد فاروق ملكا على مصر وهو لايزال شابا صغيرا ، مقبلا على الدنيا بكل مباهجها سعيدا بما اتاه الله من ملك وجاه . 
  • الملك فاروق فى احدي زيارتة لمرسى مطروح وهو ييهدي العمدة محمود خليل السنيني وبعض العمد بنادق خرطوش كاتكريما لهم لانهم حماة بوابة مصر الغربية[/وكان على راسهم عمدة عمد مرسى مطروح العمدة محمود خليل السنينى رحمة اللة علية

الخميس، 2 سبتمبر 2010

ثلاث حروف في ثلاث اسماء عنوان خبيث لاحتلال الارض العربية وتشويه التعاليم الاسلامية


















 

ثلاث حروف في ثلاث اسماء عنوان خبيث لاحتلال الارض العربية وتشويه التعاليم الاسلامية

﴿ الجزء الاول
 
 
 






المقدمة
 
قد يكون العنوان فيه شيء من الغرابة , ولكن امراً واحداً قد استوقفني , وانا اقرأ أحد المواضيع المتعلقة بالصراع العراقي الفارسي . كان هذا الامر يتعلق بنسب الساسانيين ؛ حيث يذكرالمؤلف بأن هذه التسمية جائت عن اسم جدهم ( ساسان ؛ الكاهن الاعلى لبيت نار مدينة اصطخر بأقليم فارس ) . وأقليم فارس الذي يحتل الاقسام الجنوبية الغربية من ايران ومن مدنه  في هذا الوقت ؛ شيراز و كرمان و أصفهان . ويستطرد المؤلف حيث يقول ؛ ( والراجح أنهم من الاقوام الآرية الاولى ومن الاخمينيين ) . ولذلك فقد حافظ الفرس الساسانيون وبشكل أستثنائي على كثير من التقاليد والافكار التي شاعت في عهد الدولة الاخمينية , كما أن أمراء هذا الاقليم بقوا محافظين على كثير من جوانب التراث الاخميني وبخاصة ( اسماء الاعلام ) . ومن هذه الاسماء ؛ هرمز, شابور , أردشير.... وغيرهم .
 
إن موضوعنا الاساسي هو ليس تشكيلة الحروف الثلاثة التي تكون الاسماء الثلاثة , بل أن هذه التشكيلة وجدتها انسبَ مدخل للموضوع الذي سأتكلم فيه ... وهنا لابد ان اذكر لكم الحروف الثلاثة وتشكيلة الاسماء الثلاثة المنبثقة عنها .......... فالحروف الثلاثة هي ( خ , م , ن ) اما الاسماء الثلاثة فهي ( أخمين , خمين , خامنأ ) ........ !!! .
 
صحيح ان كل الامم تفتخر بامجادها القديمة , فالعراقيون على سبيل المثال ؛ يفتخرون بأن لهم اقدم حضارة ضهرت على وجه البسيطة , حيث انهم اول من كتب الحرف وعلم العالم الكتابة  وانه اول من حباه الله عز وجل باول الانبياء من ذوي العزم ؛ نوح وإبراهيم ( عليهما السلام ) . ففي كتاب ( من سومر بدأ التأريخ ) لمؤلفه ( س . ن . كريمر ) وترجمته مُختصراٌ ( ناجية المراني ) ؛ حيث يقول الكاتب ؛ إن انسان وادي الرفدين , سبق الناس كلهم في جميع المجالات , فكان أول من تفاهم بالحرف المكتوب , وتلك أعظم خطوة خطاها البشر في طريق الحضارة . وأنشأ في هذه البقعة الطيبة من الارض أول مدرسة , فكان هنا اول تلميذ , وأول معلم , وأول كتاب مدرسي , وأول قاموس , وأول مكتبة , وكلها أحداث فريدة في تأريخ البشرية . وكان في وادي الرافدين أول مجلس تأسيسي يتبادل فيه الحاكم الرأي مع الشعب , وتلك أول خطوة في سبيل حرية الرأي والديمقراطية . وكان في العراق أول قانون عرفه الانسان , وتلك هي أول خطوة اتخذت من اجل العدالة وصون حقوق الناس . وكانت هنا في العراق أول سجلات صيدلة, وهو حدث عظيم في سبيل تسخير العلم من اجل الانسان . كما أنه كان في وادي الرافدين , أول تشريع ديني , وأول نظام اخلاقي , وأول جدل ادبي , وأول ملحمة وفروسية , وأول بعث وقيامة, وأول اغنية حب , وأول عهد ذهبي عرفه الانسان .
 
وحينما نذكر تأريخ وادي الرافدين  لاننسى بأن تأريخه هو امتداد لتأرخ جزيرة العرب التي كانت فيها باكورة الحضارات  , والتي انتقلت معارفها الحضارية , بعد ان اصابها التصحر منذ حوالي العشرين الف عام , كما ذكر ذلك المؤرخ والآثاري العراقي احمد سوسة في كتابه ( حضارة العرب ومراحل تطورها عبر العصور ) , الى كل من العراق ومصر والشام , وكانت هذه الاقطار قد مثلت عنصر الجذب للشعوب غير العربية المحيطة بها ...... فقد كان للفرس كشعب بدوي يسكن صحراء الهضبة الايرانية , شراهة شديدة ودائمة في غزو بلاد وادي الرفدين بسبب الخيرات التي انعمها الله عز وجل عليها , ولأن طبيعة خروجهم من ( قحط ) الهضبة الايرانية باتجاه الشرق ( العراق والارض العربية ) التي يفصل بينهما جبال زاكروس , والى الشمال من الهضبة , كان خروجاً يمثل امتداداً عدوانياً على شعوب تلك المناطق , وقد اتخذ هذا الامتداد في اغلب الاحيان الطابع الاستيطاني ..... قد بدأ هذا الامتداد منذ بدايات الالف الاول قبل الميلاد . ومنذ هذا الزمن بدأ (الموال ) مع الاعتداءات الفارسية على العراق والاراضي العربية        
       
بداية الكيد الفارسي على العرب وحضاراتهم عبر التأريخ
 
قبل ان نتكلم عن هذا الكيد , لابد أن نحلّ رموز الاحرف والاسماء الثلاثة , رغم انني واثق بأنكم قد عرفتم الحل منذ بداية المقدمة لهذا الموضوع ... فقد كنت اعني ؛ ان كل من خامنئي والخميني ما هما إلا امتداد لكيد الفرس ( الاخمينيين ) الذين احتلوا بابل بعد ان تآمروا مع اليهود الذين تعاملوا معهم ( كجواسيس ) . فكشفوا لهم مناطق الضعف في الجيش البابلي ودفاعاته وكان ذلك في عام ( 539 ق . م ) , كما كان هذا اللقاء هو اللقاء الأول مابين الفرس واليهود ........... ( وهنا تجدر الاشارة الى ان اكثر الآثاريين الاوربيين ينظرون الى الحدود الراهنة ما بين العراق وايران على انها هي ذاتها الحدود التي كانت آن ذاك , ولذلك تأتي دراساتهم على ان صراع دولة عيلام العربية وحروبها مع بابل , قبل الاحتلال الاخميني على انه صراع بين ايران وبابل , وهذا يمثل خطئاً تأريخياً لابد من الانتباه اليه , إذ ان ذلك يعطي للفرس قيمة حضارية لايستحقونها ويمسحوا الهوية العربية لشعب عيلام الذين قدموا من الجزيرة العربية منذ آلاف السنين , ولبرهنة ذلك نعود الى ما جاء في التورات " في سفر التكوين , الاصحاح العاشر الفقرة 21 وما يتبعها " الذي عدّت فيه العيلاميين بأنهم من الاقوام " السامية " ولا علاقة لهم بالعنصر الآري , لا من قريب ولا من بعيد , بالاضافة الى ان آثارها تنقل لنا ميزات كثيرة تشهد بعروبتها من اللغة واصول العادات والديانة والى غير ذلك ) , بالاضافة الى ان استمرار غزو الفرس لعيلام واتخاذها مركزاً لعدوانهم الدائم على الأكديين والبابليين والآشوريين , صور للمؤرخين الاوربيين بان عيلام انما هي ارض ايرانية .
 
لم يكتفي الاخمينيين في احتلال ( باب إيل ) والتنكيل بشعب العراق بل سعوا الى بناء امبراطورية باتجاه الارض العربية ,فاحتلوا الشام ومصر , " وباب إيل تعني , باب الله اوباب الاله غيران اليهود يرجعون هذا الاسم الى بلبلة الالسن لمركزها الحضاري الذي جعلها قبلة للشعوب المحيطة بها , الا ان الشعب العربي في هذه الاقطار الثلاثة ( العراق والشام ومصر ) قد اتعب الفرس بالمقاومة , مما سهل على الاسكندر المقدوني من دحرهم وطردهم من هذه الاقطار الثلاثة . ولما رسا الامرعلى الساسانيين نكل اكاسرتهم بالعرب في العراق والشام قبل ان يدخلوا الاسلام , وقد ذكر الثعالبي في ( تاريخ غرر السيّر ص 518 ) ؛( ان شابور ابن اردشير  اوقع بمن في اطراف السواد من اياد حتى تركهم كالرميم ,فانفتحت الابواب للتوغل في بلاد العرب , فقطع البحر ووضع السيف في أهل البحرين فمزقهم ... ثم مضى على وجهه حتى ورد هجر وبها خلق كثير من اعراب تميم وبكر بن وائل وعبد القيس, فسفك من دمائهم ثم عطف الى عبد القيس فصب عليهم سوط عذاب بنزع الاكتاف ثم اتى على اليمامة  ) ويكشف لنا السلوك الشاذ واللئيم الذي اتبعه شابور في محاربة العرب , عن الحقد الفارسي الدفين الذي كان ولا يزال يستهدف وجود العرب والقضاء على مقدرات حياتهم وتقدمهم ومنع فرص التطور والنمو عنهم . واعلن شابورحرب الابادة الجماعية ضد العرب , حيث بلغت  البربرية عنده , وكما ذكر الثعالبي في ذات الموضوع , انه ( لم يمر بماء من مياه العرب إلا طمّه ولاجبٌّ لهم إلا عوّره ) وهذا هو نفس الذي يفعلونه اليوم في عرب الاحواز وديالى والكوت وميسان عن طريق تحويل مجاري انهار الاحواز لحرمان العرب من مياه انهارهم واجبارهم على الهجرة عن اراضيهم ,كما يقومون اليوم بتلويث مياه شط العرب في البصرة بالنواتج العرضية لمفاعلاتهم النووية إقتداءً بما يفعله الغرب في القاء فضلاتهم النووية في بحر العرب وفي السواحل المقابلة للصومال .......... ونعود لحقد الفرس على العرب قبل الاسلام والى ما كتبه الثعالبي عنهم إذ يقول ؛ بان حقد الفرس لم يقتصر على عرب العراق ونواحي الخليج العربي ,بل شملت ( بلاد بكر وتغلب في بلادالشام , فنكى في اهلها نكاية القضاء والقدر, واثرفيهم تأثيرالنار في يبس الشجر , ثم عمّ شابورسائر العرب في منازلهم واكثر القتل منهم ونزع أكتاف خمسين الف منهم حتى لقب" بذي الاكتاف " ) . وبذلك فأنه بدأ أول حرب إبادة جماعية  تعرض لها العرب من قبل الفرس الساسانيين كان للعراقيين نصيب كبير منها , وعلى الرغم من هذه البربرية وقساوتها الشديدة , لم ينثن العرب ولم تضعف مقاومتهم للاحتلال الفارسي . وتمثل لسان حالهم في احلك الفترات , بالصيحة المدوية التي اطلقتها عجوز عربية بوجه شابور عندما اعترضت طريقه وقالت له ( ايها الملك ؛ إن كنت تطلب ثأراً فقد ادركت وزدت . وإن كنت تعمّ قبائل العرب بالقتل , فاعلم أن لهذا قصاصاً ولو بعد حين ) " الثعالبي " . وبذلك كشفت هذه العجوز العربية في عبارتها البليغة عن الثقة العالية بالنفس الناجمة عن البعد الحضاري لتأريخ العرب , وعن قدرتهم الفائقة في احتواء المصاعب والمحن , وهذا ما تحقق بالفعل , عند ظهورالاسلام .
 
الفرس والاسلام
 
الفرس وموقفهم من الرسول محمد ( صلّى الله عليه وسلّم ) :-
 
خلقت الرسالة الاسلامية منذ بدايتها , مرحلة بناء ونهوض فكري وعقائدي , تميز في وحدة الامة العربية وقدرتها على حمل الرسالة , وإداء مسؤولياتها السماوية والانسانية , لأنقاذ البشرية من الظلم والطغيان .
 
لم تلقَ رسالة الاسلام , منذ وقت مبكر من قيامها ونهوضها , استجابةً وقبولاً من لدن الفرس,  لأنهم وجدوا فيها خطراً يهدد مصالحهم واطماعهم العنصرية في استعباد الشعوب وفرض هيمنتهم عليها , فناصبوا هذه الرسالة العداء ......ثم جاء موقف كسرى أبرويز معبراً بوضوح عن هذاالعداء , حيث تشير المصادر الموثوقة الى ان الرسول (صلى الله عليه وسلم ) , ارسل في السنة السادسة للهجرة عدة كتب الى الملوك والرؤساء المعروفين آنذاك , يدعوهم فيها للاسلام , ومن هذه الكتب , كتابه الى كسرى الذي ارسله بيد عبدالله السهمي وكان نَصه ؛ ( بسم الله الرحمن الرحيم , من محمد رسول الله الى كسرى عظيم فارس , سلام على من اتبع الهدى , وآمن بالله ورسوله الى الناس كافة ولينذر من كان حيّاً ويحق القول على الكافرين – فاسلم تسلم , فان أبيت فان عليك آثام المجوس ) ..........  وثارت ثائرة كسرى عند قراءة الكتاب فمزقه وقال ؛ ( كيف يكتب اليَّ بهذا وهو عبدي ) ... واصدر امره الى باذان عامله في اليمن يطلب منه ألقاء القبض على رسول الله ( ص ) وأرساله اليه مكبلاً .
 
إن موقف كسرى من رسول الله ( ص ) كان يمثل منتهى الطبيعة العنصرية الاستعلائية للفرس تجاه العرب المسلمين عامة والرسول صلّى الله عليه وسلم خاصة , في حين رد الآخرون امثال النجاشي والمقوقس رداّ جميلاً على كتبه المماثلة وزاد بعضهم فأرسل هدايا له, تقديراً واحتراماً لمكانته واعترافاً بنبوته .... وعندما وصل رد كسرى الى الرسول وتمزيقه لكتابه , دعى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( يمزق الله ملكهم كل ممزق ) وبشر المسلمين بقرب زوال مُلك الفرس , ومنبهاً اياهم لمسؤولياتهم القادمة في تحرير اراضيهم العربية المحتلة .     
 
عداء الفرس للرموز العربية والاسلامية واسبابها
 
بعد ان لبى الله سبحانه وتعالى دعاء رسوله الكريم في تمزيق دولة الفرس , وتلبية المسلمون الاوائل دعوة النبي ( ص ) في تحرير الارض العربية من الاحتلالين الفارسي والرومي تحالف بعض الفرس وبعض اليهود من " جماعة عبدالله ابن سبأ " أن يسعوا الى تهديم الاسلام من داخله وذلك بأن يعلنوا اسلامهم ( رياءً ) امام الناس ويعلنوا الاجتهادات التي تؤدي الى الخروج عن التعاليم الحقيقية للاسلام ومن ثم العصيان وشن الحروب على دولة الاسلام التي حررت الشعوب من ظلم حكامها عن طريق تعاليم الاسلام الحنيف .
 
عدائهم للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
 
كان عداء مجوس الفرس واليهود الذين أسلموا ( رياءً ) لكل الخلفاء الراشدين بلا استثناء , فهم قد حاولوا ان يوغروا صدر الامام علي عليه السلام على الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه , ولكنهم بائوا بفشل ذريع , وقاتلهم الامام علي بلا هوادة , لأنه عرف فيهم ( فتنة المسلمين ) ...
 
1 ) الخليفة الراشد الاول , ابو بكر الصديق (رضي الله عنه ) ....هناك سببين اساسيين لعداء الفرس للخليفة الراشد الاول ابوبكر رضي الله عنه هما :
 
 أ ) قضائه السريع على حركة المرتدين التي قادها ( مسيلمة الكذاب ) الذي ادعى النبوة   بعد وفاة الرسول صلوات الله عليه , حيث عقد اللواء الى الصحابي القائد خالد بن الوليد (رضي الله عن ) لهذه المهمة فقضى على هذه الفتنة بوقت قياسي , في الوقت الذي كان فيه الفرس من عاصمتهم ( المدائن ) التي أقاموها على أرض العراق ,ينتضرون نهاية هذا الدين على يدي سجاح ( التي ادعت النبوة ) ومسيلمة الكذاب , ولذا فأن تمنياتهم بزوال الاسلام قد خابت بعزم وإراد هذا الخليفة الذي وفى بعهده لرسول الله .
 
 ب ) كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يتابع نضال عرب العراق وتصديهم للفرس , وبخاصة قبائل ربيعة من بني شيبان وغيرهم , بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني , وحين وصلت أخبارهذا القائد الى خليفة المسلمين ابو بكر ( رض ) أعجب به وبشجاعته , فأرسل إليه وولاه قيادة قومه , وامره بقتال الفرس , وجعل بذلك أمر تحرير العراق هدفاً مركزياً في سياسة الدولة العربية الاسلامية لاعتبارات كثيرة أهمها :-
 
أولاً ) إن ارض العراق جزء من الارض العربية وان أمر تحريرها من الاحتلال الفارسي هو من مسؤولية كل  العرب , فحددت بذلك المسؤوليات القومية للدولة العربية الاسلامية الحديثة بهذا  الاتجاه .
 
ثانياً ) ان عرب العراق بدأوا عملياتهم العسكرية منذ وقت مبكر , فكان لزاماً على الدولة الاسلامية الحديثة التكوين , ومن واقع مسؤولياتها القومية ,دعم هذا النضال لتعزيز روح الصمود وصولاً للنصر والتحرير.
 
ثالثاً ) النظرة الآنية والمستقبلية لأهمية موقع العراق ومكانته المتميزة في جسم الدولة العربية الأسلامية لتلك المرحلة , والمراحل التي تلتها , إذ اصبح العراق بعد وقت قصير من تحريره من الفرس المحتلين , قاعدة مركزية لانطلاق الجيش العربي الاسلامي شرقاً لتحرير الشعوب الاسيوية من الظلم والطغيان ونشر راية الاسلام واحلال الامن والأستقرار في ربوع تلك المناطق التي امتدت حتى حدود الصين .
 
الصدّيق والأعداد لتحرير العراق
 
في عام ( 12 هجري ) وجه الخليفة الصدّيق خالداً بن الوليد على رأس جيش الى العراق وعينه قائداً عاماً , وطلب من المثنى ان يكون تحت إمرته ... وبعد وصول خالد الى العراق تصاعد النشاط العسكري , وشهدت العمليات  العسكرية تعاوناً وتنسيقاً , سواء اكان ذلك في منطقة الحيرة أو منطقة الأُبلة ( في البصرة ) التي كانت بقيادة قطبة بن قتادة السدوسي . وكان مسرح عمليات القوات العربية الاسلامية يمتد من الأُبلة في البصرة حتى الانبار في أعالي الفرات . وعند استلام خالد بن الوليد امر القيادة ,ارسل بكتب الى مرازبة الفرس , ومنها الكتاب التالي ... ( بسم الله الرحمن الرحيم , من خالد بن الوليد الى مرازبة فارس ,اما بعد : فاسلموا تسلموا , وإلا فاعتقدوا مني الذمة , وأدّوا الجزية , وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون شرب الخمر) فصالحته مناطق خفان وكسكر والحيرة في حين امتنعت اخرى , مما ادى ذلك الى حصول معارك بين الطرفين احرزت فيها القوات العربية الاسلامية انتصارات باهر ة على الفرس , ومن هذه المعارك , معركة ذات السلاسل التي قتل فيها قائدهم هرمز . ولابد ان نذكر هنا , ان هذه المعارك لم تكن حاسمة , بسبب المناقلة التي حصلت في القيادة العربية واستلام خالد بن الوليد قيادة الجبهة في الشام لتحريرها من الاحتلال الروماني . ولذا فقد كان الحسم وتدمير ملك فارس في ايام حكم الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) .
 
2 ) الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب ( رضي الله غنه ),..... قبل وفاة الخليفة الصديق ( رض ) , استدعى عمراً وهو على فراش الموت وقال له ؛ ( اسمع ياعمر ما اقوله لك , ثم اعمل به , إني لارجو ان اموت في يومي هذا , فأ ن متُّ فلا تمسيَنَّ حتى تندب الناس مع المثنى .. ولا تشغلنكم مصيبة وإن عضمت .. وإن فتح الله على امراء الشام فاردد اهل العراق الى العراق , فأنهم اهله وولات امره وحده , واهل الضراوة منهم والجرأة عليهم ) ... بهذه الكلمات العظيمة , وبهذا الشعور بالمسؤولية , يؤكد الصديق اهتمامه الكبير بالمعركة مع الفرس, وأهمية حشد طاقات الامة لمواجهة العدو , كما يؤكد على الدور المهم للمقاتلين العراقيين الذين ناهضوا الاحتلال الفارسي وانتصروا عليه في اكثرمن موقعة .
 
تحرير العراق في عهد عمر
 
بعد تولي الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) قيادة الامة إثر وفاة الصديق ( رض ) , اصبح الشغل  الشاغل له هو تحرير العراق وإسقاط الدولةالفارسية المجوسية , فأعد الامة لهذه المهمة الكبيرة , وأعلن الجهاد وقال ؛ ( .... أيها الناس , إن الله عز وجل وعد نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ان يفتح عليه فارس والروم , والله لا يخلف وعده , ولا يخذل جنده , فسارعوا رحمكم الله الى جهاد أعدائكم من الفرس , فأنكم بالحجاز في غير دار مقام . وقد وعدكم الله عز وجل كنوز كسرى وقيصر .. وهذا المثنى بن حارثة قد أتاكم من العراق يدعوكم الى جهاد عدوكم , فسارعوا رحمكم الله الى ذلك , ولا تتغافلوا عن الجهاد في سبيل الله ) . فاستجاب العديد من القادة العرب المسلمين في مقدمتهم ابو عبيدة بن مسعود الثقفي وتبعه سليط بن قيس الانصاري ثم تبعهم المسلمون حتى بلغوا اربعة آلاف مقاتل , ثم عين لقيادتهم أبا عبيدة الثقفي , وأوصاه بقوله ؛ ( .. إنك تقدم على قوم تجرأوا على الشر فعلموه , وتناسوا الخير فجهلوه , وانظر كيف تكون ..؟ وحرز لسانك ولا تفشين سرك ,فان صاحب السر ما يضبطه متحصن لايؤتى من وجه يكرهه , وإذا ضيعه كان بمضيعة ) , وأوصاه ايضاً ؛ ( اسمع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واشركهم في الامر , ولا تجتهد مسرعاً حتى تتبين , فأنها الحرب , والحرب لا يصلحها إلا الرجل المكيث الذي يعرف الفرصة والكفّ ) .....وتوجه ابو عبيدة بقواته الى العراق يتقدمهم المثنى بن الحارثة الشيباني , وانضم الى هذه القوات المقاتلون العراقيون من ربيعة وغيرهم , وعسكر في العذيب من منطقة الحيرة ... واشتبكت هذه القوات مع الحشود العسكرية الفارسية التي كان يقودها جابان الاعجمي والحقوا بهم الهزيمة , كما هزموا قوات فارسية اخرى بقيادة الجالينوس , مما اضطر كسرى يزدجر ان يجهز جيشاً جديداً قوامه  12 ألف رجل ومعهم الفيلة بقيادة بهمن جاذويه وسلمه راية الفرس الكبرى ( درفش كابيان )  ....ثم بدأت المعارك الكبرى الثلاتة التي قررت نهاية دولة الفرس , وهي على التوالي:
 
1 ) واقعة الجسز    ..........  حدثت واقعة الجسر في أواخر رمضان من عام ( 13 هجري ) حينما عبرت قوات الفرس نهر الفرات , فاشتبكت معهم القوات العربية الاسلامية في معركة ضارية استبسل فيها فرسان العرب وابطالهم من امثال سليط بن قيس وابو محجن الثقفي وعروة بن زيد , كما قاتل شاعر الحمية العربية ابو زبيد الطائي .وقد استشهد في هذه الموقعة القائد ابو عبيد الثقفي وقد بلغ عدد الشهداء  4 آلاف شهيد . ثم تمكن المثنى بن حارثة من انقاذ البقية الباقية من الجيش , بسحب القوات العربية الى أطراف الصحراء .... وكان سبب نكسة المسلمين في هذه الموقعة يعود الى خطأ عسكري ارتكبه ابو عبيدة بعبوره الجسر رغم تحذير المسلمين له
 
2 )    معركة البويب عام ( 14 هجرية ) :- استدعى الخليفة عمر (رض ) جرير بن عبدالله  البجلي على رأس قوة مؤلفة من 700 مقاتل , ووجهه الى العراق قائلاً له ؛ ( سر الى العراق , فعسى الله عز وجل ان يدفع شر هؤلاء الأعاجم وتخمد بك جمرتهم ) ,ثم رفد الخليفة جبهة العراق بقوات اضافية اخرى من الازد وغيرهم ) .فاجتمعت القوات العربية الاسلامية تحت قيادة المثنى بن حارثة في منطقة البويب وتصدت للقوات الفارسية التي عبرت الفرات بقيادة مهران الهمداني, وقد حُسمت المعركة لصالح العرب المسلمين , مسجلين فيها انتصاراً كبيراً رغم التفوق في عدة الفرس وعددهم .
 
3 ) معركة القادسية ... والقرار الجريء للخليفة عمر ( رض ) ...
 
بعد الانتصار في معركة البويب , حشد الفرس كافة امكاناتهم المادية وطاقاتهم البشرية في مواجهة شاملة للعرب . وإزاء هذا التطور العسكري ,اخبر المثنى الخليفة عمر (رض ) بهذه التطورات , ولسرعة المجابهة وجّهَ الخليفة عمر المثنى بأستنفار العشائر العربية وذكر منهم ربيعة ومضر وحلفائهم من أهل النجدات , واستثارة همم فرسانهم , وكان هذا يمثل إعلاناً صريحاً للنفير العام لقبائل العرب والطلب منهم للالتحاق  بالجيش العربي الاسلامي وتجنيد من يرفض التطوع تجنيداً إجبارياً ........ ثم كتب الخليفة عمر الى عمال العرب في الكور والقبائل أن ( لا تدعو احداً له سلاح او فرس أو نجدة أو رأي إلا انتخيتموه ووجهتموه إليَّ , والعجل العجل .. ) . ثم صمم الخليفة الراشد الثاني خطة القادسية الاولى وصمم ان يكون , هو نفسه , قائد جحافل المقاتلين الذين على المدينة المنورة , فسار بهم من المدينة باتجاه العراق , وعسكر في منطقة صرار الواقعة على بعد ثلاثة اميال من المدينة . وبعد المداولة والمشاورة مع الصحابة , اشاروا عليه بالبقاء , وقال له عبدالرحمن بن عوف ؛ ( اقم وابعث جنداً فقد رأيت قضاء الله لك في جنودك من قبل ومن بعد , فأنه ان يهزم جيشك ليس كهزيمتك , وانك ان تفشل وتهزم في آنف الامر خشيت الا يكبر المسلمون والا يشهدوا ان لا إله إلا الله ابداً ) .... وبعدها انتخبوا احد الصحابة , وهو سعد بن ابي وقاص , لشجاعته وحكمته في ادارة الحرب , فاستدعاه عمر وأبلغه بالقرار .. وأوصاه بقوله ( اني قد وليتك حرب العراق فاحفض وصيتي ؛ فأنك تقدم على امر كريه لا يخلص منه إلا الحق , فعود نفسك ومن معك الخيرواستفتح به واعلم إن لكل عادة عتاداً , فعتاد الخير الصبر , فاصبر على ما أصابك او نابك يجتمع لك خشية الله ..... ) .
 
سار سعد بجيشه قاصداً العراق في اربعة آلاف مقاتل معهم نساؤهم وذراريهم , ورافقهم الخليفة حتى منطقة الاعوص , وودعهم هناك ........ وبعد ذلك امدّ الخليفة سعداً بقوات إضافية قوامها  الفا يماني والفا نجدي . ثم نزل سعد في زرود ( وتفرقت الجنود فيما حولها من امواه بني تميم واسد وانتظر اجتماع الناس وامر عمر ) . وفي إثناء ذلك وصلته انباء وفاة المثنى بن حارثة الشيباني متأثراً من جراحه التي اصيب بها في واقعة الجسر , فانضمت قواته البالغة ثمانية آلاف مقاتل من العراقيين الى قوات سعد .والتحق بقوات سعد ايضاً ألف مقاتل من القيسيين وثلاثة آلاف من بني تميم وثلاثة آلاف من بني اسد وألف وسبعمائة من اهل اليمن بقيادة الاشعث بن قيس . عدا ممن التحق بصفوف الجيش من مناطق مختلفة رغبة في الجهاد . واتخذ سعد قصر العذيب في القادسية مقراً لقيادته .
 
ولادامة جبهة القتال في العراق امر الخليفة عمر ( رض ) أبا عبيدة بن الجراح بتجميد جبهة الشام بصورة مؤقتة والدفاع عن المناطق المحررة , إذ ارسل اليه يقول له بأن ( يتمسك بما فتح الله عز وجل على يديه ,ولا يحارب احداً من الروم الى ان يفرغ سعد بن ابي وقاص مما هو فيه من امرالعراق ) وطلب منه ايضاً ( صرف اهل العراق وهم ستة آلاف مقاتل ومن اشتهى ان يلحق بهم للالتحاق بجيش سعد في العراق ) .
 
أرسل سعد وفوداً بهدف إجلاء الفرس عن العراق بالطرق السلمية الا ان كسرى وقائد جيشه ( رستم ) حاولا تطويل امد المفاوضات لتعزيز قواتهم بغية مباغتة القوات العربية الاسلامية ,وعندما شعر سعد بذلك , قام بتفويت الفرص عليهما , وارسل مع وفد المفاوضة  رسالة حدد للفرس ثلاثة ايام لاختيار أحد الخيارات الثلاثة : الاسلام او الجزية اوالحرب . فرفض كسرى وهدد بأبادة العرب , وقال للنعمان بن مقرن رئيس الوفد بلهجة إستعلائية كعادة الفرس العنصريين اتجاه العرب ؛ ( إنني لا اعلم في الارض امة كانت اشقى ولا أقل عدداً ولا اسوء ذات بين منكم ) ثم اردف ( أرجعوا الى صاحبكم فاعلموه , إني مرسل اليه رستم حتى يدفنه ويدفنكم معه في خندق القادسية ثم أورده بلادكم حتى أشغلكم بأ شد مما نالكم من سابور ) . ثم عقبه رستم مهدداً بقوله ( لا يرتفع عليكم الصبح غداً حتى اقتلكم جميعاً ) .
 
بعد فشل المساعي السلمية أستعد العرب للمعركة , التي بدأت يوم الاثنين لثلاثة بقين من شوال سنة ( 15 هجرية ) بأيامها ... " واليوم هنا يعني المعركة الحاسمة " واستمرت حتى شهر صفر من سنة (16 هجرية ) .   
 
والايام هي ثلات ايام تبدأ بيوم ارماث : وفيه سيطرالعرب المسلمين على القنطرة ومنعوا الفرس من العبور عليها ثم يوم اغواث وفيه دخلت القوات العربية الاسلامية التي قدمت من الشام. كانت قوات الفرس المجوس 120 ألف رجل تصحبهم الفيلة وكان يقودهم رستم . وفي هذين اليومين (المعركتين ) انتصر العرب المسلمون على قوات الفرس وطاردوهم ,وقتلوا بعضاً من قادة الفرس , منهم بهمن جاذويه والبيرزان والبندوان . وكانت النساء العربيات يشجعن ابناءهن وازواجهن على القتال . وكانت الخنساء في مقدمتهن , وقد دفنت بيدها ابناءها الاربعة الذين استشهدوا في هذه المعارك . وقد بلغ عدد شهداء الجيش العربي الاسلامي في هاتين الواقعتين  2000 شهيد تولت النساء دفنهم . في حين بلغ عدد قتلى الفرس عشرة آلاف قتيل .
 
واستمرت مطاردة القوات العربية الاسلامية لفلول جيش الفرس المنهزم حتى وصلوا الى مقر قائدهم رستم فلم يجدوه . ( وقد سميت هذه اليلة بليلة الهرير . او ليلة القادسية ) التي افرج صباحها بتباشير النصر , خصوصاً بعد هرب قائدهم رستم , ولكن هلال بن علفة تتبعه فقتله , وبعد قتله صاح هلال ( قتلت رستم ورب الكعبة ) , وكان يوم قتل رستم في العشرة الاولى من محرم عام ( 16 للهجرة ) . ثم استمرالعرب المسلمين في مطاردة فلول الفرس المنهزمة واوقعوا فيهم القتل , حتى بلغ عدد قتلاهم  40 ألف قتيل , بينما بلغ عدد شهداء المسلمين  8500 شهيداً , تولت النساء دفنهم .
 
تحرير المدائن :- تقدم سعد بجيشه نحو المدائن متتبعاً فلول الفرس المهزومة اليها , وكان من قادته الذين تقدموا معه زهرة بن الحوية  واتبعه بعبدالله بن المعتم ثم بشرحبيل بن السمط وهاشم بن عتبة . وتمكن الجيش العربي الاسلامي من تشتيت تجمعات الفرس وفلولهم في بابل وإلحق الهزيمة بهم . وواصل سيره نحو المدائن فدخلها , فوجد كسرى يزدجرد وبطانته قد ولّوا منها هاربين باتجاه حلوان , فدخلها سعد , وقرأ في الايوان ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ....... ) , ثم صلى فيه صلاة الفتح في منتصف شهر صفر من عام ( 16 هجري ) .وبهذه المناسبة فأن التأ ريخين ( العشرة الاولى من محرم التي قتل في احد ايامها رستم , واواسط  شهر صفر الذي صلى فيه القائد العربي المسلم , واحد العشرة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة سعد بن ابي وقاص صلاة الفتح في المدائن من ارض العراق ) قد اصبحا يمثلان بالنسبة لمجوس الفرس , تأريخين حزينين , سودوا فيه عيد السنة الهجرية بلبس السواد واللطم وضرب الرؤوس ( بالقامة الفارسية ) والظهر بالزنجيل , وهي بدع تتنافى وتعاليم الاسلام الحنيف , بل هي من العادات الاساسية لمجوس الفرس , وقد فرضها المجوسي اسماعيل الصفوي بعد احتلاله لبغداد عام  1508 م  على العراقيين ( رياءً ونفاقاً بحب الامام الحسين عليه السلام في مناسبة استشهاده ) , ولاثارة النعرات الطائفية بين ابناء العراق ليسيطر من خلال ذلك على بلاد الرافدين .
 
بعد ذلك أمر الخليفة عمر ( رض ) سعد  بملاحقة يزدجرد , الذي حشد ثمانين ألف مقاتل في جلولاء , فأرسل له جيشاً تعداده  12 ألف مقاتل بقيادة هاشم بن عتبة وعلى مقدمته القعقاع ابن عمرو وعلى ميمنته مسعر بن مالك وعلى ميسرته عمرو بن مالك بن عتبة وعلى ساقته عمرو بن مرة الجهمي , فانهزم الفرس وقتل القعقاع قائدهم مهران في خانقين  . ..... وبعد تحرير جلولاء , طارد العرب المسلمون جيش يزدجرد الذي حشد حشوده في نهاوند . وامر الخليفة عمر بأن يكون قا ئد المعركة عراقياً , فوقع الاختيار على النعمان بن مقرن المزني , والتحق بالقوات العربية الاسلامية متطوعين من العراق ( من الكوفة والبصرة ) , ثم تقدم النعمان نحو نهاوند واشتبك بقواته مع الفرس في معركة ضارية تمكن العرب فيها من سحق قوات الفرس وحققوا نصراً تأريخياً رغم استشهاد النعمان في هذه المعركة . وقد أطلق المؤرخون العرب على معركة نهاوند بفتح الفتوح ,لانها انهت القوة الفارسية , وفتحت الطريق امام العرب المسلمين لنشر رسالة الاسلام في تلك المناطق .
 
التآمر على قادة الامة
 
وبعد اندحار الفرس في المواجهة العسكرية مع العرب تصاعد حقدهم على العروبة والاسلام , فأخذوا يتحينون الفرص ويدبرون المؤامرات لضرب العروبة وهدم الاسلام , وكانت أسلم طريقة بالنسبة لهم هي التبرقع برداء الاسلام والغلو فيه , ( فدخلوا الاسلام لا حباً فيه وإنما لهدم الاسلام باسم الاسلام  )  فاتبعوا اساليب الغدر والتآمر .... وكان من ابرز مظاهر التآمر أغتيال قائد الامة الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )  على يد الفارسي فيروز ابي لؤلؤة ( وهو مجوسي من اهل نهاوند ) الذي دخل المدينة المنورة تحت ستار انه يحسن بعض الاعمال النافعة للمسلمين .
 
ثم اخذ يخطط لاغتيال الخليفة , وتمكن من تنفيذ مؤامرته يوم الاربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة عام ( 23 للهجرة ) والخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) قائم يصلي في المسلمين صلاة الصبح فطعنه بخنجر مسموم  وطعن معه ستة عشر مسلماً مات منهم ستة , ولما حاول الهرب القى عليه القبض رجل عراقي بأن ألقى عليه ثوباً فكممه ولكن المجوسي قتل نفسه , فاشار عمر (رض ) على ابنه ( ان انظر من قتلني , قال يا أمير المؤمنين : قتلك ابو لؤلؤة , فقال عمر(رض) : الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل سجد لله سجدة واحدة , مشيراً بذلك الى كره الفرس المجوس للاسلام وحقدهم على العروبة) ......... وفي اطار التآمر الفارسي على العرب والاسلام فقد اتفق الفرس مع اليهود ( من جماعة عبدالله ابن سبأ ) , وهم جميعاً ممن اسلموا رياءً لتهديم الاسلام من داخله , وكانت مراكزنشاطهم التآمري في كل من الكوفة والبصرة ومصر , متنقلين يوغرون صدورالمسلمين على خلافة عثمان بن عفان (رضي الله عنه ) , كما عملوا على إثارة النعرات القبلية والعشائرية وتحريض هذه العشائر ضد قريش ويدعوهم للثورة ضد خلافة عثمان ( رض) ,ولكن عثمان ( رض ) لم يكن في غفلة عما يجري في الامصار الاسلامية , فقد بعث برسالة الى عماله يستدعيهم فيها الى موافاته في كل موسم ليطلعوه على كل ما يذكره الناس عليه .
 
وقد جاء في تأريخ الامم والملوك للطبري ان عثمان بعث في احدى رسائله الى عماله : ( ... وقد رُفع اليّ اهل المدينة ان اقواماً يشتمون وآخرون يضربون , فيا من ضرب سراً وشتم سراً , ومن ادعى شيئا ًمن ذلك فليوافي الموسم , فليأخذ بحقه من حيث كان مني او من عمالي . فلما قريء هذا الكتاب في الامصار بكى الناس ودعوا لعثمان ) .... وقد كان من اسباب حقد الفرس والسبئيون عليه , قيامه ( رض ) بجمع حفضة القرآن الكريم وأشرافه المباشر عليهم لكتابته وتوثيقه , لكي لا تتكرر قصة كتابة الاناجيل التي كتبها الكتبة على السماع ( والعنعنة ) التي عن احفاد التابعين والحواريين ومن بعد قرنين اوثلاثة من زمن رسالة يسوع ( عليه السلام)  وتحت رعاية قيصر روما الذي املى الكثير مما يُبقي على ما يحفظ  له ما يشتهي ويرغب فيما جاء في الاناجيل المتعددة , التي اصبحت مثلاً للفرق الاسلامية في كتابة الاحاديث النبوية بعد اكثر من قرنين من الزمن ونقلاً عن اكثر من ثمانية اجيال , والتي استغلها الفرس ابشع استغلال في دعم الاراء التي يريدونها لتحقيق اهدافهم الخبيثة في تشويه الدين الاسلامي وتهديمه من الداخل , تماماً كما فرض قيصر روما عبارة ( دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) على سبيل المثال لا الحصر  ... وبذا حقق الخليفة الراشد عثمان بن عفا ن قول الله عز وجل ( إنا نحن نزلنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ....
 
ومن الاسباب الرئيسية التي عجلت بقيام العصبة ( الفارسية – السبئية ) باغتيال خليفة المسلمين عثمان بن عفان ( رض ) في ايام حج المسلمين لبيت الله الحرام , هو تعينه لعمال اقوياء على المدن التي ينشطون بها ,( في الكوفة والبصرة ومصر ) واتساع دائرة الفتوحات في خلافته في شمال افريقية وخراسان وارمينيا وغيرها في آسيا ودخول شعوب هذه المناطق في الاسلام  . ولهذا السبب ايضاً اشاعوا عليه بأنه يقرب عشيرته من آل سفيان في التولية على المدن , خصوصاً حينما نقل عمر ابن العاص من مصر , الذ ي عينه فيها الخليفة عمر ( رض ) , الى الكوفة ليقضي على شوكة المتآمرين من اتباع الفرس والسبئيين .
 
وبعد استشهاد الخليفة عثمان (رض ) استغلوا الخلافات بين (الخليفة الراشد الرابع ) الامام علي ( عليه السلام ) ومعاوية بن ابي سفيان والي الدولة العربية الاسلامية في الشام , والتي كان سببها مطالبة معاوية بألقاء القبض على قتلة الخليفة عثمان والقصاص منهم , وبخلاف ذلك فهو في حل من مبايعة الامام علي (عليه السلام ) . وهكذا ؛ فأن الفرس والسبئيون ومن وقع في حبائلهم من العرب قد وجدوها فرصة لاضعاف الدولة العربية الاسلامية واتخذوا موقفاً مؤيداً للامام علي (عليه السلام ) , ولابد ان نذكر هنا بان موقفهم هذا لم يكن حباً للامام بل كان نفاقاً يبغون منه التخلص من متابعة الامام علي الكشف عن قتلة الخليفة عثمان بن عفان من جهة , والحصول ( متوهمين ) على فرصة من الخليفة الجديد للعمل على تقويض الاسلام من خلال نشر المفاهيم التي تدعو للتمرد على المفاهيم والقيم السماوية التي جاء بها الاسلام الحنيف من جهة ثانية .
 
وزيادة في خبثهم فقد اعلنوا بألوهية الامام حيث اعتبروا بأن الله إنما هو علي , وهناك فرقة باطنية صغيرة منهم موجود لحد الآن في العراق يسمونهم العراقيون بال ( علي اللّهية ) ...... إلا ان الامام علي عليه السلام شعر بخبثهم ومايسعون اليه من هدم للاسلام  وترويجهم للكفر بالله سبحانه وتعالى فقاتلهم وطاردهم الى ارض النهروان وقتل الكثير منهم ومن قادتهم , وعندها تأكدوا بأن بقاء الامام علي (عليه السلام ) خليفة للمسلمين سيقوض كل آمالهم فيما يسعون اليه من تآمر على الدولة الاسلامية , فاختاروا الفارسي المجوسي عبد الرحمن بن ملجم لاغتياله .فاغتاله وهو يصلي في مسجد الكوفة في الثامن عشر من رمضان وبقي جريحاً حتى توفاه الله في الحادي والعشرين منه عام ( 40 للهجرة ) ...................
 
واستمر الفرس على هذا السياق من الخبث والتآمر على العرب ومسلامين الى يومنا هذا , مثيرين النعرات الطائفية لاحباً بأي طائفة بل تمزيقاً لوحدة المسلمين في العالم , وذهبوا الى اكثر من ذلك بالنسبة للعرب للحد الذي مزقوا فيه العشيرة الواحدة منهم على هذا الاساس الطائفي .
 
الفرس والدولتين , الاموية والعباسية
 
في حديثنا عن تآمر الفرس على الدولتين الاموية والعباسي لابد لنا ان نذكر اسباب العداء الخاص بكل دولة مضافاً الى العداء العام الذي تمثله روح الاسلام في كل منهما :
 
الدولة الاموية
 
يمكن تلخيص اسباب العداء لها بما يلي :-
 
1 ) أنها عززت قدرة الدولة العربية الاسلامية للتوسع في نشر رسالة  الاسلام وقهر وتحجيم قدرة الامبراطورية الرومانية ,التي كان يعول عليها مجوس الفرس في كسر دولة الامويين , لتسهّل لهم إيقاد النار المجوسية التي أطفأها الاسلام . لقد أكد الامويون على أهمية تقوية القدرة العسكرية الضاربة في الارض والبحر , فبنوا اقوى اسطول بحري في البحر الابيض المتوسط  دمروا به اسطول الامبراطورية الرومانية وتقدموا يحررون الشمال الافريقي من السيطرة الرومانية واطلوا بعد ذلك على المحيط الاطلسي , ثم عبروا الى اوربا , بعد ان استحث القائد العربي المسلم ( ابن المغرب العربي ) طارق بن زياد , حين قال قولته المشهورة لجنوده بعد ان عبر المضيق الذي سُميَّ باسمه منذ ذلك الوقت ( مضيق جبل طارق ) وبعد ان احرق السفن التي عبر بها الجيش العربي الاسلامي : ( البحر من ورائكم والعدو من امامكم ,ولم يبقى امامكم إلا القتال .... ) . وفتح الامويون بذلك عهداً جديداً للاسلام في الدولة الاسلامية في الاندلس التي ازدهرت فيها العلوم , التي كانت سبباً في النهضة الاوربية الحديثة , ومن يذهب الى مدينة اسكريال الاسبانية من العرب والمسلمين ينتشي زهواً حينما يشاهد آثار اجداده العظماء من المخطوطات العلمية والادبية والانسانية , للدرجة التي قال لي احد اساتذة التأريخ الالمان عندما قابلته في برلين الشرقية في اوائل السبعينات وكنت في حينها اقوم  بمهمة ثقافية , قال لي ؛ ( إننا كأوربيين متخلفين علمياً عما يجب ان نكون عليه الآن اربعة قرون بسبب خسارة العرب معركة بواتي "معركة بلاط الشهداء " , فلو كانوا قد عبروا جبال البرنيس التي تقع بين الاندلس وبلاد الافرنج لكانت العلوم العربية قد وصلت لاوربا منذ ذلك الوقت ) ...... وحقيقة أخرى يتغاضى عنها المؤرخون الاوربيون , هي انه عندما كان رتشارد قلب الاسد يقود جيوش اوربا في الحرب الصليبية لاحتلال بيت المقدس وفلسطين , كان سفير الدولة الاموية في الاندلس قد اقنع ( الامير جون) الذي خلفه رتشارد ولياً للعهد في انكلترا , والذي ناب عنه في حكم انكلترا , بدخوله الاسلام , فأسلم وهيء الضروف لعامة الشعب الانكليزي للدخول في الاسلام لولا وقوف الكنيسة تؤازرها اموال اليهود , فقاموا  بتحريض الناس البسطاء عليه باثارة التهم الكاذبة ضده , وراسلوا رتشارد بذلك , بحيث انه قام بأعدامه عندما عاد مهزوماَ امام صلاح الدين الايوبي , في حربه الصليبية في بلاد العرب وخاب جهده وآماله في احتلال القدس . كما لفقوا الاقاصيص الكاذبة ليشوهوا سمعة الامير جون , ومن هذه الاقاصيص ( رواية روبن هود ) الشاب اليهودي الثري والذي يظهروه في الرواية من الابطال الغيورين على القيم والاخلاق فيتحالف مع احد القسسة رمزاً للكنيسة ( ضد ظلم ومجون الامير جون ......!!! ) , وبهذا الشكل يشوه اليهود الحقائق كما الفرس حينما يتعلق الامر بانتصار الاسلام في اي منطقة من العالم . وهنا لي تعليق على الرقابة العربية والاسلامية على ما ينتجه اعدائنا من افلام وخصوصاً افلام هوليود التي يسيطر على شركات انتاج الافلام فيها اليهود , والتي تنتج الافلام المعادية للعرب والمسلمين , ومن بين هذه الافلام , فيلم ( روبن هود ) الذي زيف الحقائق لشبابنا العربي والاسلامي وللعالم في وقت واحد ....  نعود مرة اخرى لما قامت به الدولة الاموية من جهد في نشر عقيدة الاسلام , وما قامت به من فتوحات باتجا ه الشرق (في آسيا ) , خصوصاً عندما زحفت الجيوش العربية الاسلامية من العراق بقيادة ( محمد القاسم ) لتحررالشعوب في آسيا من جورحكامها وظلمهم ونشر الاسلام حتى وصلت بزحفها الى حدود الصين . ومن المؤكد أن هذا العمل لا يسر مجوس الفرس , فناصبوا لهم العداء وكثفوا من تآمرهم عليهم ودعوا الناس للخروج عليهم وادخلوا الناس في متاهات من الاجتهادات الدينية التي تنتهي دائماً , اما بالالحاد او بادخال ما ينفعهم في شعائر للدين الاسلامي الحنيف . وساعدوا الكثيرين للخروج على السلطة المركزية , فتشكلت العديد من فرق الخوارج والفرق الباطنية هدفها الاطاحة بالاسلام , وفي ادناه بعض من هذه الفرق :
 
أ ) البيانية ؛ هم اتباع بيان بن سمعان ,وهي فرقة شعوبية خارجة عن الاسلام , وادعت بالحلول والتناسخ . ويقول عبد القادر بن طاهر البغدادي في الفرق بين الفرق , والشهرستاني في الملل والنحل ؛ إن بيان ادعى بانتقال الجزء الالهي اليه بنوع من التناسخ ,وإدعى النبوة ودعى الى إباحة محرمات الشريعة ووجوب اسقاط فرائضها , وقد قتله عبدالله القسري .
 
ب ) المختارية ؛ وهم اتبا ع المختار بن ابي عبيد , ويقول عنه المسعودي في مروج الذهب  والشهرستاني في الملل والنحل , والرازي في إعتقادات , والبغدادي في الفرق بين الفرق ؛ إنه ادعى بنزول الوحي عليه , ثم ادعى النبوة , وادعى ان له قرآناً خاصاً , وأول القرأن بتأويلات فاسدة . وقرب الفرس وايدوه باعداد كبيرة , وسارعوا بتكوين جيش له غالبيتهم العظمى منهم , وقد قدر الدينوري عددهم باربعين الف , وابدى المختار تسامحاً تجاه ارائهم الالحادية , حتى انه لم يُسمع في جيشه كلمة عربية واحدة .  
 
ج ) الجهمية ؛ وهم اتباع جهم بن صفوان الترمذي وهو من الموالي الفرس , وكان تلميذاً للزنديق جعد بن درهم . ويقول الطبري في تأريخ الرسل والملوك , والذهبي في تذكرة الحفاظ , والبغدادي في الفرق بين الفرق , والشهرستاني في الملل والنحل : إنه انكر نصوص الشريعة ودعى الى ابطال نصوصها , ونفى صفات الله عزوجل وادعى ان علمه محدث , وساوى بين الانبياء والبشر , وقالوا عنه انه كافر , وضال مبتدع , وزرع في افكاره شراً عظيماً .
 
د ) المغيرية ؛ اصحاب المغيرة بن سعيد , وهو من الموالي . وتقول عنه المصادر السابقة , انه ادعى بانه المهدي المنتظر , ثم ادعى الالوهية ثم النبوة واظهر الكفر الصريح . قتله خالد القسري .
 
و ) الكيسانية ؛ وهم اتباع  كيسان من الموالي ,نادى بترك اركان الشريعة الاسلامية , وقال بالحلول والتناسخ , وكفرته الامة الاسلامية .
 
2 ) ومن الاسباب التي زادت من كره الفرس للدولة الاموية , عروبية الامويين , إذ لم يعطوا مواقع ادارية وسياسية وعسكرية لغير العرب , وبالاخص منهم الفرس , لانهم يعرفون بأن لهم ثأر المجوسية لدى العرب والمسلمين . ولذلك فقد اتجه الفرس , بعد ان فشلت الفتنة التي اثاروها بين آل بيت الرسول (عليهم السلام ) والامويين اتجهوا الى بني العباس ( عم النبي ) يحرضونهم على الامويين . والذي يدرس التأريخ بتمعن وتجرد , يجد ان الفرس اتخذوا طريقين في امر الخلافة والامامة , أولهما حصر الخلافة بقريش ( آل بيت الرسول , العباسيين ) من اجل إثارة الفتنة العشائرية داخل عائلة واقارب الرسول صلى الله عليه وسلم . وثانيهما تأجيج قبائل العرب ضد وراثة قريش لخلافة الدولة العربية الاسلامية في الوقت الذي تحرض الطامعين من العرب في الجاه على الخروج عن السلام وتعاليمه السماوية وتكوين الفرق الالحادية .
 
العصرالأول من الدولة العباسية
 
عندما عجز الفرس من لوي ذراع الدولة الاموية بكل الصيغ التي ذكرناها فيما تقدم من موضوعنا هذا , توجهوا الى دعاة الثورة من بني العباس على الامويين والذي كان يقودها محمد بن علي .الذي اتخذ من خراسان مركزاً لدعوته , حيث كانت خراسان مركزاً للقوى الساخطة على الحكم الاموي من عربية وايرانية , واستطاع الدعاة العباسيون أن يجذبوا القوى المعارضة للامويين ,ملوحين لهم بشعارات الاصلاح والمساوات والثأر . وقد تسللت بعض العناصر الفارسية الحاقدة الى بنية الحركة العباسية ضامرة لها الشر في حالة نجاحها مستهدفة سرقة هذا الانتصار لتعيد تكوين دولة الفرس المجوسية . ومن ابرز هذه العناصر الفارسية الحاقدة ابو سلمة الخلال وابو مسلم الخراساني ...وقد استغل الاول الفوضى التي سادت عند دخول الجيوش العباسية العراق أن يستلب السلطة وقيادة الحركة لصالح الفرس , الا ان يقظة وحزم القيادة العربية كشفت هذا التآمر وقضت عليه , فوجهت ابو مسلم الخراساني للقضاء عليه , وهذا يدلل على ان هذه العناصر الحاقدة لايجمعها مبدأ , بل تسيرها مصالحها وأنانياتها الفردية وحقدها على العرب والاسلام . وقبل ان نبدأ بذكر المؤامرات الفارسية على الدولة العباسية وعلى ما تمثله من عروبة واسلام لابد ان نشير الى ان العباسيين , على خلاف الامويين , قد كانوا منفتحين على غير العرب من القوميات إنطلاقاً من دعوة الاسلام للمساواة بين البشر في ضوء ايما نهم بالله ودخولهم في الاسلام , وقد استغل مجوس الفرس هذا الانفتاح للاطاحة بالدولة العباسية , ومن الخلفاء الذين وقفوا بقوة بوجه هذا التآمر وقمعوه بقوة , كل من الخليفتين ابو جعفر المنصور ( باني مدينة بغداد ) , وهارون الرشيد ( الذي وصلت فيه بغداد الى اوج عظمتها في تشجيع العلم والعلماء , فشعت بنورها الحظاري على كل العالم ) ......... وفي ما يلي الاسباب التي ادت بالفرس كره هذين الخليفتين :
 
1 ) ابو جعفر المنصور : كان سبب كره الفرس له ؛ انه قتل المجوسي ابو مسلم الخراساني . فقد كان ابو مسلم الخراساني خادماً رقيقاً عند ابراهيم الامام , وقد اصبح زعيماً كبيراً عندما وجهه ابراهيم الامام ليقود الحركة العباسية عام  129 هجري – 747 ميلادي , معبراً في تعينه هذا عن روح المساوات الاسلامية التي اكدت عليها الدعوة العباسية , إلا ان ابا مسلم اصبح في نظر الفرس – والخراسانيين على وجه الخصوص – مؤسس الدولة العباسية , مما جعله يتجاوز اوامر الخلافة العباسية , وحينما اعطي مسؤلية خراسان قام بأبعاد العرب واضطهادهم , ثم عمل على اعادة امجاد الفرس وسمح بأيقاد النار المجوسية في خراسان , وواصل هذا النهج بهدف الانفصال عن الدولة العباسية , وتكوين الدولة الفارسية وإعادة امجاد المجوس ...... كل ذلك حدى بالخليفة المنصور الى التخلص منه عام 137 هجري – 754 ميلادي . فاستغلت الحركات الفارسية لاثارة الفتن بوجه السلطة العباسية , حيث اصبح شعار هذه الحركات الثأر لمقتل ابي مسلم , ( وكان آخر انتقام لهم من ابي جعفر المنصور كان بعد احتلال بغداد من قبل الامريكان والصهاينة والفرس في عام  2003 للميلاد حيث هدم الفرس تمثال أبوجعفر المنصور في بغداد انتقاماً لابي مسلم الخراساني وناره المجوسية ) .
 
2 ) هارون الرشيد : كان كره مجوس الفرس له تعودلاسباب متعددة اهمها تصديه الدائم لحركاتهم التي تدعوالى الخروج عن الدولة العباسية في بلاد خراسان وما وراء النهر , وقد تعود ان يقود الحملا ت ضدهم بنفسه , ومما يؤكد ذلك انه توفى في خراسان في احدى حملاته على فرقتمردهم , ودفن بعيداً عن مقر الخلافة بغداد . والسبب الثاني , ان عصر هذا الخليفة كان من ازهى العصور التي عاشتها بغداد , والزهو هنا لا كما يصفه اعدائه الفرس بالمجون والسهر مع الغواني ,بل الزهو الحضاري الذي شجع العلم والعلماء , ففي عصره تم الاتصال باوربا التي كانت تعيش حالة الانحطاط , فتعلموا منا بواكير العلوم , من رياضيات وكيمياء وطب وغير ذلك . اما سبب حقد المجوس الكبير على هذا الخليفة فهو في قضائه على عائلة البرامكة الفارسية التي كانت تخفي مجوسيتها عن المسلين ؛ وقد انظمت هذه العائلة الى الدولة العباسية منذ نشوئها , ولم يكن ليهدأ لهم الحقد على العرب والاسلام , فاستغلوا نفوذهم وخاصة في عهدي المهدي والرشيد , في الاستئثار بالاموال والوظائف المهمة وحصرها في اتباعهم واقاربهم مما جعل الرشيد ينقم عليهم خاصة بعد ان عرف بانهم يتلاعبون بأموال ببت مال المسلمين فأثروا ثراءً فاحشاً وبدئوا يشترون ذمم الناس لصالحهم , كما وصلته الاخبار بأنهم يُقيمون سراً الشعائر المجوسية ويُوقدون نارها المجوسية في جلسات خاصة , كما ظهرت منهم نيات خبيثة بالعصيان في اقليم خراسان والانفصال به , فصادر امولهم وقضى عليهم عام 187 هجري – 803 ميلادي .
 
الحركات الفارسية المسلحة وانفصال بعض الدويلات الفارسية
عن السلطة العباسية
 
اقامت الدولة العباسية على قواعد اساسية  ثلاث كانت مركز قوتها في بداية أمرها , وهذه الاسس هي ؛ الدين الاسلامي وقيمه الحضارية والانسانية , والجيش النظامي , والجهاز الاداري... وقد اصبحت مراكز القوة هذه بمرور الزمن هدفاً لهجمات العناصر الفارسية الحاقدة , فتصدى الزنادقة والشعوبيون للدين الاسلامي طعناً وتحريفاً وتأويلاً , كما تسللوا الى الجهاز الاداري ,فاصبح هذا الجهاز مركزاً من مراكزالشعوبية التي اخذت تطعن الدولة العباسية من الداخل , كما ان الجيش تعرض لسيطرة العناصر الاجنبية عليه حتى وصلت الحال الى ابعاد العرب نهائياً عنه ,مما فسح المجال امام الحركات الفارسية لأن تنجح في القرن الثالث دويلات عديدة في بلاد ايران . وكانوا يضمرون الثأر لابي مسلم الخراساني , وقد اعتبرته الخرمية رئيساً دينياً لها , كما اعتبرته عناصر اخرى منهم كأحد خلفاء زرادشت الذين انتظروا رجعته ليملأ الارض عدلاً " ويعيد دولة المجوس ويستولي  على الارض كلها ويزيل ملك العرب " , غير ان الموقف الحازم للسلطة أفشل هذه الحركات وقضى عليها . وفي ما يلي ابرز هذه الحركات :-
 
1 ) حركة سنباذ ( 137 هجري \ 754 ميلادي ) ... وقد ثار هذا غضباً لمقتل ابي مسلم وادعى ان ابا مسلم لم يمت بل تلااسم الله الاعظم قبل ان يقتل فصار حمامة حمامة بيضاء وطار, وانه عائد , وكان يبشر اتباعه بان حكم العرب المسلمين صائر الى الزوال , وان دولة المجوس آتية لاريب فيها , كما وعد اتباعه بالذهاب الى الحجاز وهدم الكعبة ......
 
2 ) حركة أسحاق الترك ( 137 – 140 هجري \ 754 – 757 ميلادي ) .... إدعى هذا ؛ ان ابا مسلم لم يمت بل انه مختبيء في جبال الري , وانه سيعود وينقذ الناس من الظلم , وانه نبي ارسله زرادشت ,واتخذ اسحاق اللون الابيض شعاراً لحركته .
 
3 ) الراوندية ؛ هي فرقة ظهرت بتأثير الدعاية العباسية في إيران وانقسمت الى فرق متعددة , كانت اخطرها الفرقة التي اسسها عبدالله الراوندي  , وكان اتباعها يقولون بالحلول والتناسخ ويزعمون ان ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم هو ابو جعفر المنصور وان ابا مسلم نبيه , جاء بعضهم الى هاشمية الكوفة " وكانت مقر المنصور آنذاك " عام 141 وقاموا بالطواف حول مقر الخليفة وهم يرددون " هذا مقر ربنا " , فاستنكر الخليفة ذلك منهم , فحبس بعضهم وثار الباقون واخرجوا اصحابهم من السجن وهجموا بشكل غوغائي على الخليفة وكانت حياته في خطر انقذه منهم ثباته وتفاني اصحابه ....... واكيد ان موقف الراوندية هذا يثير الشكوك والتساؤل , ويبدو انهم اظهروا حب وتقديس الخليفة , لا حباً به , بل تآمراً عليه وعلى دولته , إذ لو سكت عنهم لاصبح شريكاً لهم في الكفر , وهذا يزعزع مكانة الخليفة بين المسلمين ويحطم الاساس الاول الذي قامت عليه الدولة العباسية (الدين الاسلامي ) , ومن هنا كان خطر هذه الحركة التي اظهرت الحب واخفت الحقد والكره .......
 
4 ) حركة استاذسيس ....( 150- 151 هجري \ 767 – 768 ميلادي ) التي اعلن فيها
انه  نبي زرادشت وإن الدين المجوسي سينتصر على دين العرب , وكانت هذه الحركة غاية في الخطورة , فقد استولت على معظم المدن في خراسان , وكلفت العباسيين الكثير من الجهد والعديدمن الجيوش لاخمادها ...
 
5 ) حركة المقنع الخراساني ( 159 – 163 هجري\ 776 – 780 ميلادي ) .... كان المقنع من اتباع ابي مسلم وقائد من قواده . اتخذ لنفسه قناعاً غطى به وجهه المشوه ليسبغ الغموض والسرية على نفسه , واتخذ صفة الالوهية , واسقط عن اتباعه كافة العبادات سوى السجود له وحيثما يكون , واباح لهم المحرمات , وعندما فشلت حركته إدعى انه سيصعد الى السماء وانه عائد , ورمى نفسه في تنور من نار فاحترق , فاعتقد اصحابه بأنه قد صعد الى السماء مما زاد في اقتناعهم به وبادعاءته ......
 
6  ) حركة بابك الخرمي ( 201 – 222 هجري \ 817 – 837 ميلادي ) .... كانت اخطر الحركات الفارسية التي واجهتها الدولة العباسية , فقد كانت دينية في مظهرها وسياسية في اهدافها . وتميزت عن الحركات السابقة بتنظيمها وسعة رقعة انتشارها وبراعة قيادتها , فقد انتشرت بين فلاحي اذربيجان وايران والجبال , كما انضم اليها جماعة من الاكراد , وانتشرت في طبرستان وجرجان حيث انضم اليها عدد كبير من الديلم .
 
اتخذت هذه الحركة بعداً جديداً لها , حيث استعانت بدولة اجنبية لتحقيق اهدافها , فاتصلت بالدولة البيزنطية وتعاونت معها . وتشير المصادر البيزنطية الى مفاوضات سرية بين بابك والبيزنطيين وتعاون عملي بين الطرفين , ففي عام 216 هجري \ 831 ميلادي حاربت فئة من اصحاب بابك بجانب البزنطيين ضد الدولة العباسية , ولما هربت فرقة من اتباع بابك عام 218 هجري \ 833ميلادي التجأ قسم من افرادها الى بلاد الروم . كما قام الامبراطور تيوفيل بالهجوم على الدولة العباسية في سني حركة بابك الاخيرة لتخفيف الضغط عن الخرمية , وقد خاب فأل الفرس والروم , فقد اظهرت الدولة العباسية قوتها الكامنة فدحرت البيزنطيين وقضت على الخرمية في معركة عمورية الشهيرة والتجأ من تبقى من اتباع هذه الحركة الاراضي البيزنطيين وفي هذه المعركة اجتمع الفرس والروم على حقد العرب والمسلمين .......
 
7 ) حركة المازيار ..بعد اخماد حركة بابك قام المازيار صاحب طبرستان بحركته العلنية , فقد كان على صلة بكل من بابك والافشين ( قائد المعتصم الذي قضى على حركة بابك ) في آن واحد , وكان خرمياً يمجد مزدك وبابك والمجوس الآخرين . وبعد ان حرض هذا المازيار الفرس على العرب في خراسان وشجع الناس على نهب اموالهم وممتلكاتهم , وقد وقف بني طاهر ضده وفضحوا علاقته بالافشين وقضوا على حركته عام ( 224 هجري \ 839 ميلادي ) كما تخلص المعتصم من الافشين قائده الفارسي المشهور بحقده على العرب وبنواياه السياسية الخطيرة ومعونته للمازيار وعلاقته السرية ببابك الخرمي .......
 
الفتنة الفارسية التي لازالت قائمة لحد الآن ....!!!
 
من اخطر الفتن الفارسية على العرب والاسلام في العهد الاول من حكم الدولة العباسية , والتي ادت الى ضعف سيطرة الدولة على مناطق من خراسان وبلاد ما بين النهر وقيام بعض الدويلات التي اتخذت طابعاً معادياً للعرب والاسلام , ومن هذه الدويلات : الطاهرية – الصفارية – والزيارية – والغزنوية – والبويهية – والسلجوقية  . وكان كل من يسيطر على الهضبة الايرانية ويجاور العراق من هذه الدول يطمع في مد نفوذه وسيطرته على هذا القطر العربي , تحقيقاً للنزعة العنصرية او طمعاً في استغلال خيراته الوفيرة . ولابد ان نذكر هنا إن باقي الشعوب ( من غير الفرس ) قد صابتها العدوى من الفرس في ذلك , ومن هذه الشعوب السلاجقة الاتراك ... ونعود الآن في حديثنا الى الفتنة التي استعملها الفرس لتمزيق وحدة العرب والمسلمين والدعوة الى ترك الحج في مكة والتوجه بدلها الى بلادالمجوس .......!!!!! .     
 
و الفتنة بدئت بنقل عاصمة الخلافة من بغداد الى مدينة مرو في خراسان , وكان ذلك في عهد المأمون ابن هارون الرشيد الاكبر , وذلك بدفع من وزيره الفارسي ربيب البرامكة والذي كان يخفي مجوسيته , كما اقنع المأمون بأن ينقل ولاية العهد من أخيه الأمين الى علي الرضا , لا حباً بالعلويين , بل بتعميق وتطوير ثورة العراقيين على المأمون بسبب نقله عاصمة الخلافة من بغداد الى مرو في خراسان , والذين اعتبروا ذلك خطوة لتسهيل نقل السلطة لمجوس الفرس بعد وفاة المأمون أو اغتياله وبعدها يحتالوا على الشاب الذي لا يفهم من امور الدولة والسياسة اي شيء , وقد قالها نعيم بن امام للفضل ابن سهل ( إنك انما تريد ان تزيل الملك عن بني العباس الى ولد علي ثم تحتال عليهم فيصير الملك كسروياً , ولولا إنك اردت ذلك لما عدلت عن لبسة علي وولده وهي البياض الى الخضرة وهي لباس كسرى والمجوس .......... ) . استمر المأمون في مرو حتى بعد مقتل اخيه الامين , وبعدها شعر المأمون بالخطر المحدق به فتخلص من ولي عهده ومن الفضل بن سهل , ثم ترك مرو وعاد الى بغداد .
        
الخاتمة
 
ان عداء الفرس للعرب والاسلام وبخاصة عرب العراق استمر في كل القرون التي تلت الزمن الذي تحدثنا عنه آنفاً ولغاية وقتنا الحاضر , وقد شهدت تلك القرون إظهاراً صريحاً لكرههم للرموز العربية والاسلامية , ونقل احزانهم على رموز المجوس واعتبارها احزاناً للمسلمين والعكس بالعكس , والتطاول على بيوت الله , والتعاون مع اعداء العرب (مادة الاسلام) وعلى المسلمين سواء كن ذلك بالشكل العلني او المبطن , وغيرذلك من الجاوزات على مادة الاسلام , وذلك عن طريق التأويلات التي تكفر المسلم أو بالاحاديث الموضوعة والكاذبة التي ينسبونها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيت الرسول عليهم السلام , وقد تمادوا على الحوزة الدينية في النجف وحاربوا فيها العنصر العربي ومن يحاول ان يقول او يكتب من خلالها كلمة الحق , واطلقوا العنان لحوزة ( قم ) في تخريج عمائم الكفر بأطروحات يشرف عليها دهاقنة المجوس ممن يتبرقعون بعمائم الشيطان ......
 
من الرموز العربية والاسلامية التي يمقتها مجوس الفرس كثيرة نذكر منها :-
 
-  مكة المكرمة ... لأنها مركز انطلاق الدعوة الاسلامية التي أطفأت نار المجوس وقضت على دولتهم التي اسعبدت ما يحيط بها من شعوب . ومن حقدهم على مكة المكرمة والكعبة الشريفة انهم نقلوا الحجرالاسود ونقلوه الى البحرين كخطوة لنقله الى ايران لتوجيه القبلة باتجاهها , وتصريح الشاه عباس الصفوي عام  1571 م  بأن ( من زار علي بن موسى "الرضا" فأنه حج 70 حجة , ومن طاف حول قبر الرضا كأنه طاف حول الكعبة ) وكذلك قول احد الدحالين " الملا احمد علم الدين في وهويخطب بجموع الفرس في صلاة الجمعة قبل عدة اسابيع في مشهد ذات القول الذي قاله الشاه المجوسي عباس الصفوي عن العزوف عن الحج لبيت الله الحرام في مكة المكرمة والتوجه في الحج بدلاً عنها الى مشهد في ايران .         
 
-  العرب ... لأنهم مادة الاسلام , وهم الشعب الذي تحمل كل اعباء حمل الرسالة وانتشار تعاليمها السماوية العظيمة .
 
-  الخليفة الرشد ابو بكر الصديق رضي الله عنه , كان سبب كره مجوس الفرس له لأنه قمع بسرعة فائقة على حركات التمرد على الاسلام والخروج عنه في الوقت الذي كانوا يمنون انفسهم بتدمير وانهاء هذا الدين الجديد , ودعمه الثورة العربية في العراق بقيادة المثنى بن حارثة ضد وجود الفرس في العراق ودعم ثورةالعراقيين بقوة بقيادة خالد بن الوليد .  
 
-  الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وكيف لايكرهونه وهو الذي جيّش الجيوش والقوات التي دمرت دولة المجوس واطفأت نارهم في القادسية الاولى التي قاد الجيوش العربية الاسلامية فيها سعد بن ابي وقاص (رض )  ....!!!؟؟؟ . وتجدون تفاصيل ذلك في اعلاه .
 
-  الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه , لم الخليفة عثمان ضعيفاً  فقد كان يتتبع نشاطهم في الكوفة والبصرة ومصر , واختار اقوى الولات لمطاردتهم وفي مقدمتهم سعد بن ابي وقاص الذي ولاه الكوفة لانها كانت مركز تآمرهم , بالاضافة الى جمعه القرآن كما اسلفنا ففوت عليهم التآمر في كتابة ( القرائين المتعددة ) كما حصل ذلك في الاناجيل الاناجيل المتعددة بالنسبة للمسيحيين , ناهيكم ما قام به من صرف كل امواله على جيوش المسلمين لكسب معاركها ضد الكفاروالمشركين .
 
-  الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه , انهم كانوا يكرهونه ولا زالوا , وان ما يظهرونه من حب له ولاحفاده من آل بيت رسول الله رضي الله عنهم , إنما هو ( نفاق بهدف تمزيق وحدة الصف ما بين المسلمين ) وبالتالي تخريب الاسلام . ولذلك وبعد ان شعروا بأنه قد كشف نفاقهم وحاربهم وقتل الكثير منهم في النهروان , كما ذكرنا سالفاً اغتالوه على يد المجوسي عبدالرحمن بن ملجم .
 
-  شهيد الحج الاكبر سيد شهداء العصر صدام حسين المجيد , قائد القادسية الثانية رضي الله عنه , هذاالقائد العربي المسلم الذي دمر احلامهم في احتلال البوابة الشرقية للوطن العربي لكي ينفذوا برنامج ( ولاية المجوس) على الارض العربية ومنها الى بلدان العالم الاسلامي بهدف اعادة نار المجوس على مساحة اكبر مما كانت عليه في عهد كسرى يزدجرد . وحينما تجرع كبير مجوس العصر السم الزعاف , بعد اندحار جيوشه امام قوة العرقيين وصلابتهم واصرارهم غلى التصر كثف تعاونه , ومن جاء من بعده تعاونهم مع اعداء العرب والمسلمين ( الامريكان والكيان الصهيوني التوسعي ليحتلوا العراق وليورثوا المحتل الامريكي بالتقاسم مع الكيان الصهيوني تحقيقاً لهدفهما التوسعي المشترك , ولكنهم سيخسئوا ما دام في ضمائر الابطال من مجاهدي وادي الرافدين روح العروبة والاسلام ... وسيكون كل واحد منهم ( صدام ) الذي اغتالوه , كما اغنالوا من قبله عمراً وعثمان وعلي ......
 
-  صلاح الدين الايوبي ؛ القائد العراقي المسلم , ابن تكريت , الذي قضى على الاحتلال الصليبي لفلسطين وبيت المقدس وهزم فلول جيوشهم ليعودوا مدحورين الى دولهم الاوربية ..... إنهم يكرهونه لأنه دمر طموحهم في السيطرة على مصر عندما استغلوا ضعف العلويين في حكم القطر المصري حيث سيطر الفرس على المواقع الهامة والحساسة وعلى قيادات الجيش من خلال ضعف الحكام العلويين .... كان لابد من انهاء سيطرة الفرس على مصر من خلال إنهاء حكم العلويين , فبدون ذلك يعني ترك المجال واسعاً لسيطرة الصليبين على فلسطين وامتدادهم ليحتلوا كل الشام ومصر ذاتها , والفرس سوف لن يخسروا شيء , بل على العكس من ذلك فانهم سيكسبون المشاركة مع المحتلين الاوربيين لتوسيع رقعة سيطرتهم المجوسية على الارض العربية , وبانتضارالمزيد من الامتدادات على حساب الارض العربية ...
 
إشارات لبعض الممارسات الثأرية لمجوس الفرس من العروبة والاسلام
 
--- لماذا تم اغتيال كل من عمر ابن الخطاب وعثمان بن عفان وصدام حسين المجيد رضي الله عنهم في شهر ذي الحجة , والاثنين الاخيرين اثناء قيام الحجيج بمراسيم الحج في مكة والاخير منهم صدام حسين على وجه الخصوص في اليوم الاول من عيد الاضحى ....!!!!؟؟؟ , هل هو بهدف تعكير افراح المسلمين في اعيادهم ,خصوصاً وان اغتيال الامام علي عليه السلام تم قبل عيد الفطر بتسعة ايام .....!!!؟؟؟ ... أو ان في ذلك تعكيراً لفرحة المسلمين لعيد سنتهم الهجرية التي كانت رمزاً لانطلاقة رسالة السلام الى كل العالم في الوقت الذي يحتفلون هم فيه  بعيد سنتهم المجوسية مثل احتفال اصحا ب الاديان الاخرى " سماوية كانت ام غير سماوية" , وفي الوقت الذي يشركون فيه بعض السذج من المسلمين بأعيادهم المجوسية كعيد ( نوروز ) المجوسي الذ ي اطلقوا اسماء محببة ومضللة , فصوروروا للاكراد  انه يوم نجاح (كاوة الحداد ) في ثورته على الظلم والقطر المصري ( العربي المسلم ) اسموه بعيد الربيع يصادف اساساً في بداية موسم الربيع ( 21 آذار )  .......!!!؟؟؟ .
 
--- هل ان مجوس الفرس يبكون على الحسين عليه السلام ويلطمون عليه ويقلبون افراح المسلمين في الايام الاولى من اعياد سنتهم الهجرية الى مئاتم , ام انهم يدفعون المسلمين الى ذلك, وخصوصاً العرب منهم , ليبدون الاحزان ( باللطم والضرب بالزنجيل على الظهر وبالسيف الفارسي " القامة " على الرأس ) حزناً على مقتل القائد المجوس رستم في الايام الاولى من ايام عيد السنة الهجرية في قادسية سعد بن ابي وقاص . وأن فرض الاحزان على المسلمين في اربعينية الحسين , وهي بدعة مجوسية لا يقرها الاسلام ولا هي من عادات العرب قبل الاسلام , في العشرين من شهر صفر , ام ان هذه المناسبة كانت حزناً على انتهاء دولة المجوس , حينما صلى القائد سعد بن ابي وقاص صلاة النصر على دولة المجوس في عاصمتهم بمدينة المدائن العراقية التي كانت في ذات الايام من شهر صفر .......!!!؟؟؟ ... إننا هنا لا نريد ان نلغي حزن المسلمين على استشهاد الحسين عليه السلام , بل ندعو الى استذاكر شهادته باتجاه تعميق روح الشهادة في نفوس كل المسلمين ضد الظلم وقوى الاستعمار والكفر بعيدة عن الممارسات التي يرفضها الاسلام . فالحسين عليه السلام مات شهيداً , والشهادة تفرح الشهيد وتفرح اهله لانه اصبح من اهل جنات الخلد والبكاء عليه يعني اننا نرفض له هذه المكانة التي يتمناها كل مؤمن , والنساء العربيات منذ ما قبل الاسلام ولحد الآن يفرحن ويهلهلن ( يزغردن ) لشهادة ابناءهن , ولنا في الخنساء دليل كبير على ذلك ... واخيراً نرجع لقوله تعالى ( لكل اجل كتاب ... ) ولذلك فأن اللطم والبكاء إنما هو اعتراض لامر الله سبحانه وتعالى ......والله من وراء القصد ....