الاثنين، 25 أكتوبر 2010

نيقولاي غوغول كاتب روسي عظيم

ولد نيقولاي غوغول في عام 1809 في أوكرانيا التي كانت جزءاً من الامبراطورية الروسية، ثم انتقل للإقامة في سانكت بطرسبورغ.
 بدأ غوغول بنشر قصصه القصيرة في بطرسبورغ من خلال مجلاتها الأدبية. ومن ثم اصدرها ضمن مجموعة قصصية بعنوان  "أمسيات في مزرعة ديكانكا" حيث يتحدث عن أسلوب حياة  الأوكرانيين وتقاليدهم ونمط تفكيرهم . وبعد ذلك كتب مسرحيته المشهورة "المفتش العام" التي سخر فيها من أوضاع الفساد الإداري السائدة  في الأقاليم الروسية، وفيما بعد صدرت له قصة "شارع نيفسكي".
ويثير اهتماماً خاصاً لدى القراء والنقاد خلال  أكثر من قرن ونصف رواية" الانفس الميتة " التي تعد واحدة من أهم وأروع مؤلفات الأدب الروسي. وتعكس هذه الرواية شتى  أشكال الطبائع البشرية في ظل نظام القنانة . كما تضم الرواية وصفاً مسهباً ودقيقاً للمدن والقرى الروسية على تخوم القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وكتب غوغول عشرات القصص التي أسست لأدب مختلف ومغاير لما كان  سائداً آنذاك. وقد اعتبرت قصته  "الأنف" نقلة نوعية في مسار الأدب الروسي عامة، فهي تروي حكاية  الرائد كوفاليوف الذي تنتابه حالة عصبية ،فهو يبحث عن أنفه الذي اختفى في عاصمة القيصر بينما يعيش الأنف حياة خاصة به.
لقد كان نيقولاي غوغول كاتبا استشرافيا يقرأ الحاضر بلغة الغد، ولشدة عمقه الإنساني عاشت كتاباته وصمدت طيلة تلك السنوات، ورغم ظهور عشرات، بل مئات القصص  والمسرحيات بعد "المعطف"، إلا أن "معطفه" كان العمل الفني المكتمل، الذي لا يتجاوزه الدارسون أو المبدعون.
.ونقدم الى القراء الكرام  مقالا حول جانب من حياة غوغول المتعلق بالشرق العربي  بقلم الكاتب السوري د . إبراهيم إستنبولي يعاد نشره بموافقة المؤلف

بمناسبة مرور 200 عام على ولادة غوغول ...
نيقولاي فاسيلييفيتش غوغَول في القدس

 في الأول من نيسان عام 2009 احتفلت الأوساط الرسمية والأدبية في روسيا وفي بلدان مختلفة من العالم بالذكرى 200 لميلاد الكاتب الروسي الفذ وعملاق السخرية واب القصة القصيرة في روسيا نيكولاي غوغَول.

عندما أطلع بوشكِين على الفصول الأولى من ملحمة غوغَول الخالدة " الانفس الميتة " ما كان منه إلا أن قال بأسى بالغ : " يا إلهي ، كم هي روسيا بائسة " .

حقاً، إن هذه العبارة كافية للتأكيد على ثانوية الجانب الكوميدي في مسرحية غوغَول تلك وأن الضحِك في تقييم " الانفس الميتة " من الناحية الأدبية لا أهمية له .


ما زالت روسيا تعيش أجواء الاحتفالات بمناسبة مرور مائتي سنة على ميلاد واحدة من أعظم القامات الإبداعية في العالم، أحد أكبر أساتذة الفن السردي وإمام السخرية السوداء – نيقولاي فاسيلييفيتش غوغَول . فقبل مائتي عام، في الأول من نيسان عام 1809 ولد أديب روسيا الفذ غوغَول في قضاء ميرغورودسكي من مقاطعة بولتافا، ذلك القضاء الذي سيصبح فيما بعد عنواناً لسلسلة من قصص الكاتب. كان والده مولعاً بالأدب عموماً وبالمسرح بوجه خاص وهذا ما سمح لمؤلف رواية " المفتش العام" أن ينمّي في نفسه مشاعر الجَمال والذوق الرفيع وهو يراقب المسرحيات التي كانت تعرض في دارة أحد أنسباء آل غوغَول والذي كان يمتلك إلى جانب ذلك مكتبة فاخرة .


كانت الرواية الشعرية " هانس كيوهيل هارتِن " أول ما كتبه غوغَول في عام 1827 وتمت طباعتها في عام 1829. لكنها لم تلقَ استحساناً عند الجمهور.. بل على العكس أثارت حملة من السخرية، مما دفع بصاحبها الممتلئ بعزة النفس لأن يشتري ويتلف جميع النسخ .


في عام 1830 يتعرف غوغَول إلى اثنين من عمالقة الأدب الروسي هما جوكوفسكي (فاسيلي أندرييفيتش جوكوفسكي 1783- 1852 شاعر روسي مؤسس المدرسة الرومانسية في الأدب الروسي . ترجم إلى الروسية " الأوذيسة " لهوميروس وأعمال شيلر و بايرون)  وبوشكين ..


ولاحقاً يقوم بنشر مجموعة قصصه " أمسيات " التي ستشكّل فيما بعد المجلّد الأول والثاني من أعمال غوغَول الكاملة .


وفي عام 1842 اطلع جمهور بطرسبورغ على المجلد الثالث من أعمال غوغَول والذي كان يضم سلسلة " قصص من بطرسبورغ " . 


في 19 نيسان من عام 1836 تم أول عرض لمسرحية " المفتش العام " الكوميدية،  وذلك على خشبة المسرح الامبراطوري وبحضور القيصر نيقولاي الأول الذي امتدح المسرحية قائلاً : " الجميع ملومون وأنا أولهم ". ثمة مَن يعتقد أن بوشكِين هو الذي أوحى بفكرة المسرحية لغوغَول . 


وخلال إقامته في الخارج أنجز غوغَول رواية " الانفس الميتة " التي اعتبرها الناقد الروسي المعروف بيلينسكي (فيساريون غريغورييفيتش بيلينسكي 1811 – 1848 ناقد أدبي روسي معروف وفيلسوف، صاحب المدرسة الطبيعية في الفلسفة. كان له تأثير كبير على تطور الأدب والفكر الاجتماعي في روسيا. عاصر بوشكِين وليرمنتوف وغوغَول) من أعظم ما كتب غوغَول . أما دوَسْتَويفسكي فأطلق مقولته التي ستصبح مأثورة : " كلنا خرجنا من ( معطف ) غوغَل " ...


وفي عام 1841 عاد غوغَل إلى روسيا وفي حوزته المجلد الأول من الرواية العظيمة " الملحمة " .. وفي عام 1842 بدأ بكتابة المجلد الثاني من " الملحمة " .. لكنه أحرق المخطوطة بعد ثلاث سنوات .. ليعود بعد ثلاث سنوات أخرى و يبدأ بكتابة" الملحمة " من جديد .. لكن ليعود ويحرقها قبل أيام من وفاته بعد أن أصبحت عملاً منجزاً كاملاً تماماً .


توفي غوغَول في 4 آذار من عام 1852 في فقر مدقع و بعد أن عانى الكثير من المرض.

ليف تولستوي.. الكاتب الفليلسوف

ولد  الكونت ليف  تولستوى في عام 1828 في ياسنايا بوليانا، وهي ضيعة صغيرة تمتلكها عائلته الأرستقراطية قرب موسكو.

توفي والداه عندما كان صبياً صغيراً، وتولت خالته تربيته. وقد تلقى تولستوي تعليمه الإبتدائي على يد مدرسين خصوصيين أجانب.


في عام 1844 إلتحق تولستوي بجامعة قازان، إلا أنه سرعان ما ضَجِر من طريقة التدريس، فترك الدراسة عام 1847 قبل أن يتخرج، وعاد إلى مسقط رأسه.


بدأ تولستوي ينهل من مصادر العلم والمعرفة بدون مساعدة أحد.


في عام 1851 سافر الى القوقاز حيث شارك في الحرب القوقازية. و الَّّف هناك روايته الاولى "الطفولة"التي استند فيها على ذكرياته شخصية. وبعد فترة تابع كتابة سيرته الذاتية مؤلفا روايتين وهما: "الفتوّة" و"ايام الشباب".

 أشترك تولستوي في حرب القرم بين الأعوام 1856-1853، متطوعا في الجيش، وأظهر تولستوى شجاعة فائقة، لكنه كره الحرب، وأثرت فيه النتائج المأساوية للحرب. وحقق الشهرة لدى نشر مقالاته عن حرب القرم  تحت عنوان "قصص من سيفاستوبول".يأخذ موضوع الحرب اهتماما كبيرا في مؤلّفاته وخصوصا في اشهر رواياته "الحرب والسلام" التي كتبها في اعوام 1863-1868.  
 وهي ملحمة تاريخية تغطي الحوادث السياسية والعسكرية في أوروبا فيما بين الأعوام 1805 و1820، ويتناول فيها  تولستوي غزو نابليون لروسيا عام 1812.

وأنجز تولستوي في عام1877 رائعته الثانية "أنا كارنينا" التي عالج فيها قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية تصور مأساة امرأة وقعت في أسر العواطف الجامحة.ويعري فيها الكاتب الاسس العائلية الزائفة لمجتمعه.


تتربع الروايتان " الحرب والسلام" و "أنا كارنينا" على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية. ويبرز تولستوي فيهما كروائي ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر.


في عام 1862تزوج تولستوى من صوفيا اندرييفنا بيرس، واحال نفسه الى التقاعد. 


بعد أن ترك الجيش، قام تولستوى بعدة رحلات إلى غرب أوروبا، عكف فيها على تعلم أساليب التدريس، وطرق التربية. وعند عودته إلى ضيعته، افتتح مدرسة لأولاد الفقراء، كان التعليم فيها معتمداً على الأساليب التربوية التي تعلمها تولستوي خلال رحلاته. كما أنشأ مجلة تربوية بعنوان" ياسنايا بوليانا" طرح فيها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.


تعمق تولستوي في القراءات الدينية، وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، ودعا للسلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف في شتى صورهما. لكن الكنيسة لم تقبل آراء تولستوي التي انتشرت  بسرعة، فكفرته واعلنت حرمانه من رعايتها. وأُعجب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقره بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء تاركًا عائلته الثرية المترفة. وهو كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب " مملكة الرب بداخلك " وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل  المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.


وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت "البعث" وهي قصة كتبها وتليها في الشهرة قصة "الشيطان"ورواية " الميت الحي" ومسرحية " سلطان الظلام" وروايات "كريتسيروفا سوناتا"، و"الحاج مراد" و" وفاة ايفان ايليتش" وقصة " الاب سيرغي" والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية. وقد اتصفت كل أعماله بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال.


في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910، توفي تولستوي في قرية استابو حين هرب من بيته وحياة الترف، واصيب  بالإلتهاب الرئوي في الطريق، وكان قد بلغ من العمر 82 عاما . ودفن في حديقة ضيعة ياسنايا بوليانا بعد ان رفض الكهنة دفنه وفق الطقوس الدينية الارثوذكسية.

افاناسي فيت شاعر وجداني واقطاعي محافظ

افاناسي فيت (شينشين)  شاعر واديب ومترجم روسي (1820 -1892). بدأت حياة افاناسي فيت من مأساة قاسية حين تزوجت امه السويسرية كارولينا شارلوتا من أ. شينشين النبيل الروسي والضابط المتقاعد. وبعد قليل انجبت شارلوتا  ابنا اطلق عليه اسم افاناسي، حيث تباناه زوجها شينشين. وظهر بعد مرور 14 سنة  انحداره غير الشرعي وغير الروسي ولم يتمكن افاناسي فيت من نيل الجنسية الروسية الا عام 1846. وكان يعانى من هذا الامر طيلة حياته وطرح امام نفسه هدف  اثبات كونه نبيلا روسيا فبلغه في آخر المطاف.

درس في اعوام 1838 – 1844 في كلية الاداب والفلسفة بجامعة موسكو. وصدر عام 1840 اول ديوان شعري له اطلق على "البنتيون الوجداني". ومنذ عام 1842  كانت اشعاره تنشر بشكل منتظم في شتى المجلات الادبية الروسية. ووصف فيساريون بيلينسكي الناقد الروسي المشهور أفاناسي فيت بانه اكثر شعراء موسكو موهبة.


الضابط الروسي افاناسي فيت
تطوع الشاعر الواعد عام 1845 للخدمة العسكرية في الجيش الروسي برتبة ضابط صف سعيا للترقي الى رتبة ضابط ، وذلك بغية الحصول على لقب نبيل روسي. وانتقل عام 1853 الى فوج مرابط بالقرب من العاصمة، الامر الذي ساعده في اقامة علاقة مع ادباء بطرسبورغ.

في عام 1850 صدر الديوان الثاني  للشاعر وتلاه الديوان الشعري الثالث الذي لفت نظر النقاد وعشاق الشعر.


في عام 1858 تقاعد افاناسي فيت دون ان ينال لقب النبيل فاشترى قطعة من الارض كي يشغل نفسه بالزراعة وتخلى عن نظم القصائد وبدأ في كتابة المقالات في المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والتقارير الصحفية والقصص في موضوع الريف. ووجد القارئ ان نثره يختلف تماما عن شعره. فاذا اتبع شعر فيت التقاليد الرومانسية فان نثره حمل طابعا واقعيا بحتا.

 في عام 1873  اصدر القيصر الروسي مرسوما يقضي بمنح افامناسي  فيت لقب النبيل الروسي، الامر الذي هيأ ارضية لانتقاله الى  نظم الشعر مجددا . مع مرور الوقت تحول افاناسي فيت من عسكري فقير الى اقطاعي ثري. وبدأ بممارسة النشاط الخيري واقامة الامسيات الادبية  الخيرية لمساعة الفقراء والمحتاجين. ويبدو انه كان يمكن ان يرتاح بحياته. لكن كونه نبيلا واقطاعيا لم يجعله سعيدا. ولاحظ الكاتب الروسي  ايفان تورغينيف  هذا المنعطف في حياة افاناسي فيت قائلا بسخرية" : كنتَ تمتلك اسما لكونك فيت، اما الآن فليس لديك الا لقبا فخريا".
وكان فيت يفصل فصلا قاطعا بين النثر والشعر باعتبار النثر لغة للدنيا. اما الشعر فكان يصفه بانه لغة للنفس الابدية السامية. وكان فيت آنذاك يشكو من عزلة تحيط به قائلا :" ابرد مثل الارض في موسم الخريف". لكن الوحي زاره في المرحلة الختامية لحياته الطويلة التي شهدت نهضة في ابداعه الشعري حين اصدر ديوانا شعريا يدعى "أضواء مسائية". وكان فيت في هذه المرحلة يقوم بترجمة اعمال الشعراء والفلاسفة الاجانب وقد  حاز على جائزة بوشكين لقاء ذلك. واعتاد الجمهور على الفصل بين افاناسي فيت الشاعر الوجداني الرومانسي وأفاناسي فيت الاقطاعي الروسي  المحافظ ومؤلف المقالات الاقتصادية والاجتماعية.

لكن القارئ ما زال يحب فيت الرومانسي وروائعه الشعرية الوجدانية . وكانت بعضها تخلو احيانا من افعال مثل احدى قصائده وهي دون عنوان:
"همسة

وهبة خفيفة،


وترانيم بلبل،

والفضة، 

وخريرجدول نائم،

وضوء الليل والظلال،

والظلال الى اللانهاية،

وتقلبات ساحرة للوجه العزيز،

وارجوان الورد في سحاب رمادي،

و لمعة الكهرمان،

 وقبلات ودموع

 وقدوم الفجر".

تخلو هذه القصيدة من الافعال تماما كما قيل، لكن وصف الفضاء  يجعلنا نحس بتحليق الزمن. الفيلسوف الالماني شوبنهاور

اشتهر فيت باشعاره في موضوع الطبيعة الروسية وتعيش في مشاهده الطبيعية الشعرية كائنات حية مثل البلبل والنسر والتمة وما الى ذلك. ويعتبر رسم شاعرية الطبيعة الروسية صفة مميزة لشعر افاناسي فيت.


ثمة ميزة اخرى في شعره وهي تصوير مأساوية الحب والتركيز على لمحة ما في البورتريه النفسي لدى رسم الشعور الوجداني.


ولع افاناسي فيت في المرحلة الاخيرة بفلسفة الالماني شوبنهاور ( 1788 – 1860 م) وحتى ترجم بعض مؤلفاته الى الروسية ويشعر القارئ في بعض قصائد فيت بتأثير هذا الفيلسوف المشهور.
توفي افاناسي فيت في 3 ديسمبر/كانون الاول عام 1892 في موسكو.

فاسيلي جوكوفسكي شاعر روسي ومربي ولي العهد في الامبراطورية الروسية

فاسيلي جوكوفسكي ( 1783 - 1852)  شاعر روسي اشتهر في النصف الاول من القرن التاسع عشر ، وهو يعتبر احد مؤسسي مذهب الرومانسية في الادب الروسي، وكان مربياً  لولي العهد الروسي آنذاك ألكسندرالثاني .
ولد فاسيلي جوكوفسكي في 9 فبراير/شباط  عام 1783 في قرية ميشينسكويه بمحافظة تولا الروسية بعائلة اقطاعي كبير. وكان ابنا غير شرعي لابيه افاناسي بونين. وامه تركية تم اسرها في قلعة بنديري ابان الحرب الروسية التركية. وتبناه اندريه جوكوفسكي احد الاقطاعيين الصغار  لدى حاشية والده الاصلي، الامر الذي مكنه من الانخراط في الخدمة العسكرية بفوج استرخان للخيالة في ايام صباه ونيله لقب نبيل روسي. وتلقى  التعليم الابتدائي على ايدي  اقرباء اسرة بونين، ثم واصل دراسته في مدرسة خاصة ، وبعدها  في مدرسة شعبية تم اقصاؤه عن الدراسة فيها  لعجزه عن استيعاب المواد الدراسية المطروحة عليه. ومكنته اخته غير الشقيقة يوشكوفا من اتمام الدراسة. وخطا في منزلها اول الخطوات في مضمار الابداع الادبي.

في عام 1797 التحق جوكوفسكي بجامعة موسكو حيث بدأ في نظم الاشعار. ونشرت عام 1802 مجلة "نشرة اوروبا" التي كان يصدرها  المؤرخ والاديب الروسي المعروف كارامزين نشرت اول قصيدة له اسمها "مقبرة ريفية"  التي تعتبر ترجمة حرة لرثاء الشاعر الانجليزي ت.  غريه. وتجلت في تلك القصيدة انطباعات وأراء سادت في وسط ممثلي مذهب العاطفية الروسية. واكتسب ابداع جوكوفسكي  طابعا رومانسيا منذ نشره لاناشيد "ليودميلا" و"سفيتلانا" و"كاساندرا" الرومانسية اعوام  1808 – 1812 وذلك استنادا الى مراجع اجنبية للشعراء الرومانسيين.

التحق فاسيلي جوكوفسكي في خريف عام 1812 بالميليشيات الشعبية التي كانت تقاوم تقدم جحافل نابليون نحو موسكو في حرب عام 1812 ،الامر الذي اغنى نتاجه الادبي  بالقصيدتين "مغن ضمن الفرسان الروس" عام 1812 و"رسالة الى الامبراطور ألكسندر" عام 1814 اللتين  جعلته مشهورا ليس ضمن الادباء فحسب بل وضمن الاوساط الواسعة للقراء الروس.


بدأت منذ عام 1815 مرحلة جديدة في حياة جوكوفسكي حين انضم الى حاشية الامبراطور بمثابة شاعر البلاط ثم بصفة مرب  لولي العهد الكسندر الثاني.


شهدت اعوام 1810 – 1820 ازدهارا في ابداع الشاعر الذي كتب  الانشودتين "قيثار ايول"  عام 1814 و"فاديم"  عام 1817 والقصائد الرومانسية "لون العهد"  عام  1819 و"البحر" عام 1822 وغيرها، وترجم الانشودة "قصر سمالغوم" بقلم الكاتب البريطاني  فالتر سكوت.


وازداد نفوذه في حاشية القيصر بذيوع صيته في روسيا لكونه شاعرا رومانسيا كبيرا، الامر الذي مكنه من تخفيف القيود على الشاعر الكسندر
 جوكوفسكي والكسندر الثانيبوشكين المنفي الى شمال روسيا وتحرير الشاعر الاوكراني تاراس شيفتشينكو من قيود القنانة. وتخفيف العقوبات المفروضة على الثوار"الديسمبريين".

وفي اواخر ثلاثينات لقرن التاسع عشر ساءت  علاقاته مع حاشية الامبراطور نيقولاي الاول الذي حمله على  التقاعد الفخري. وقرر جوكوفسكي مغادرة روسيا. فتوجه الى ألمانيا حيث تزوج يليزافيتا الابنة الفتية لصديقه القديم  الفنان ريتيرن.


واتصفت المرحلة الاخيرة  من حياته في المهجر  بالنتاج الادبي الوفير  حيت قام بترجمة ملحمة "رستم وسهراب" الفارسية وملحمة "الاوديسه" الاغريقية  بقلم هوميروس وحكاية " نال ودامايانتي" الهندية ، وألف حكاية "الامير ايفان والذئب الرمادي".


توفي فاسيلي جوكوفسكي في مدينة بادن بادن السياحية الالمانية في 12 ابريل/نيسان عام 1854 وتم نقل رفاته الى مدينة بطرسبورغ الروسية حيث تم دفنه في مقبرة كاتدرائية الكسندر نيفسكي.

فيودور دوستويفسكي عبقري روسي في الرواية النفسية

872 و "المراهق" عام 1875 و" الاخوة كارامازوف" عام 1880. وذاع صيته في روسيا كلها  وخاصة بعد القائه كلمة مشهورة في


يتمتع الكاتب الروسي فيودور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي ( 1821 - 1881) بشهرة عالمية واسعة. وقد ترجمت اعماله الى العديد من اللغات واصبحت افكارها  وشخصياتها  جزءا من تراث البشرية الروحي. ان اثمن ما في توراثه هو رواياته. وقد اشتهرت في العالم بصفة خاصة روايتا "الجريمة والعقاب" و"الاخوة كارامازوف" اللتان عبرتا باكمل صورة  عن فلسفة الكاتب.  بيد ان مشهد من فيلم الابلهرواياته الاخرى "مذلون ومهانون" و"الابله" و"الشياطين" و"المراهق" على  جانب كبير من الاهمية والطرافة.

كان دوستويفسكي انسانا ابيا وعنيدا في الدفاع عن معتقداته، وقد ترك ذلك كل بصماته على اعماله.


ولد فيدور دوستويفسكي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1821 بموسكو في اسرة طبيب عسكري ينحدر من فئة رجال الدين منح لقاء استقامته في الخدمة لقب نبيل. وكانت امه تنتمي الى  فئة التجار. وكان ابوه رجلا صعب الطباع وعلاوة على ذلك كان مريضا بالصرع الذي انتقل بالوراثة الى ابنه. اما امه فربت فيه المشاعر الدينية العميقة. ومنذ صباه ولع دوستويفسكي  بميول التمرد وانبهر بالطموحات المثالية للكاتب الالماني شيلر، واحب روايات ديكنز الذي كان يجيد اثارة العطف على الناس المهانين. وكانت قريبة الى نفسه تعرية التناقضات  الاجتماعية في أعمال بلزاك الذي ترجم له فيودور دوستويفسكي رواية "اوجين غراندي" قبل عامين من اصداره لاول عمل  ادبي هو رواية "المساكين" عام 1846 التي نشرت في مجلة "سوفريمينيك "(المعاصر) واقبل عليه القراء بتهافت قوي.


كان فيودور دوستويفسكي يعيش آنذاك في بطرسبورغ حيث تخرج من كلية الهندسة، لكنه لم يلتحق بالوظيفة، اذ لمس في نفسه انه اديب بالفطرة. وتعرف فيدور دوستويفسكي عن قرب بالناقد الروسي البارز فيساريون بيلينسكي الذي كان يتزعم كوكبة
الجريمة والعقاب من الادباء الشبان من انصار ما يسمى  بـ "المدرسة الطبيعية"  وهي التسمية التي اصطلح آنذاك على اطلاقها على ادباء الاتجاه الواقعي. ثم توالت  بعد رواية "المساكين"  اعمال الكاتب الاخرى "المثل"( او الشبه)  و" ربة المنزل"و"الليالي البيضاء" التي كشفت  عن جوانب جديدة من موهبته لكنها لم تجلب له اهتمام الناس.

ثم تعرف دوستويفسكي بالمثقف الروسي ميخائيل بيتراشيفسكي الذي تجمع حوله اولئك الذين اسرتهم أفكار الفيلوسوف الفرنسي شارل فورييه الاشتراكية ودعواته الى تغيير المجتمع. وانضم فيودور دوستويفسكي الى حلقة "زملاء بيتراشيفسكي" الذين اسسوا  جماعة شبه سرية. وتمكنت الشرطة من تتبع الجماعة حتى القت القبض على اعضائها في ربيع عام 1849 . وحكم على دوستويفسكي بالاعدام، لكنه في آخر لحظة وقبل تنفيذ حكم الاعدام بحقه صدر مرسوم  قيصري يقضى باستبدال  الاعدام باربعة اعوام من الاعمال الشاقة في مقاطعة اومسك بسيبيريا.


وعايش دوستويفسكي عمليا وهو واقف على منصة الاعدام ويتدلى فوق رأسه حبل المشنقة ، عايش طقوس تنفيذ حكم الاعدام التي ضلت تلازمه طوال حياته ، وقد وصف هذا المشهد الرهيب في روايته "الابله" .
وقد وصف حياته وهو يقضي حكم الاعمال الشاقة  في كتابه "ذكريات من منزل الاموات". وعلاوة على ذلك  التحق بالخدمة العسكرية جنديا في سيبيريا. ولم يتمكن الكاتب من العودة  الى الحياة الطبيعية  وممارسة نشاطه الادبي بحرية الا بعد وفاة القيصر نيكولاي الاول.

احيل دوستويفسكي عام 1859  الى معاشالتقاعد  لسوء صحته بعد ان ترقى الى رتبة ملازم اول في الجيش القيصري. ونال ترخيصا بان يعيش في مدينة تفير في شمال غرب روسيا، وظل تحت رقابة الشرطة  حتى عام 1870.


وساعد دوستويفسكي شقيقه ميخائيل في اصدار مجلة اطلق عليها  "الزمان" . وبعد اغلاق تلك المجلة  اعيد اصدارها تحت عنوان " العصر"  ونشر دوستويفسكي بهاتين المجلتين  مؤلفاته ""ذكريات من منزل الاموات" و" مذلون ومهانون" و"رسائل من القبو السري ".


قام دوستويفسكي في مطلع ستينات  القرن التاسع عشر بزيارة البلدان  الغربية حيث اولع هناك بلعب القمار ،الامر الذي جعله يواجه دوماً حاجة ماسة الى الاموال واضطره الى عقد صفقات غير عادلة مع اصحاب النشر والطباعة لاصدار رواياته . وكاد يفقد حقوق المؤلف  . وانقطع صدور مجلة "العصر" بعد وفاة اخيه ميخائيل عام 1865 . ومن اجل الاسراع في كتابة روايته الشهيرة  "الجريمة والعقاب"  عقد دوستويفسكي اتفاقاً  مع كاتبة اختزال شابة  اسمها آنا سنيتكينا التي تزوجها فيما بعد. وقامت سنيتكينا بتسيير الامور المالية لزوجها ودافعت عن حقوقه لدى نشر روايته الجديدة  مما ساعده في  الحصول على  مبلغ لا بأس به مقابل عمله الادبي. وتعهد دوستويفسكي مقابل ذلك لزوجته بان
الاخوة كارامازوفيتخلى عن القمار نهائيا. لكن هذا الموضوع ظهر مجددا على صفحات روايته الجديدة "المقامر" التي صدرت عام 1866.
 عاش دوستويفسكي الاعوام الثمانية الاخيرة من حياته في مدينة ستارايا روزا بمحافظة نوفغورود بشمال غرب روسيا. وتعد هذه المرحلة مثمرة في نتاجه الادبي حين ابدع روايات "الشياطين" عام 1872 و "المراهق" عام 1875 و" الاخوة كارامازوف" عام 1880. وذاع صيته في روسيا كلها  وخاصة بعد القائه كلمة مشهورة في مراسم افتتاح تمثال الشاعر الروسي العظيم الكسندر بوشكين في موسكو.  لكن المجد الحقيقي واكليل الغار نزلا على دوستويفسكي  بعد وفاته. واعترف  الفيلوسوف الالماني المعروف فريدريك نيتشه ان دوستويفسكي كان  بالنسبة له  سيكولوجيا وحيدا جديرا بالتعلم منه  .
يتصارع في عالم دوستويفسكي الفني الرحمن مع الشيطان والخير مع الشر والحقيقة مع الزيف. ومضمار هذا الصراع هو قلب الانسان على حد تعبيراحدى  شخصيات روايتة "الاخوة كارامازوف".

توفي الكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي في 11 فبراير/شباط عام 1881 ودفن في كاتدرائية ألكسندر نيفسكي في مدينة بطرسبورغ التي كانت انذاك عاصمة للامبراطورية الروسية .

ألكسندر اوستروفسكي عميد الادب المسرحي الروسي



ولد  الكاتب المسرحي الكسندر اوستروفسكي في موسكو في 12 ابريل/نيسان عام 1823 وترعرع في منطقة زاموسكفوريتشيه. وهي منطقة موسكو الواقعة وراء نهر موسكفا، حيث كان يقطن منذ زمن بعيد التجار ومختلف أصناف بسطاء الناس من الكسبة والحرفيين والموظفين الصغار . وكان والد الكاتب موظفا يحلم في ان يغدو ابنه محاميا.

وفي عام 1840 التحق ألكسندر اوستروفسكي بكلية الحقوق في جامعة موسكو. وفي الوقت ذاته سعى الى عدم تفويت اي عرض مسرحي شيق. وحاول نفسه نظم الشعر وكتابة القصص. وبعد ان ترك الجامعة عمل لمدة عدة اعوام موظفا صغيرا في المحكمة. وحصل هناك على مادة جديدة لم يعرفها الادب وخشبة المسرح. وشاهد المهازل والمآسي البشرية الحقيقية. وجلبت اولى مسرحياته  "المفلس" او "سنتفاهم فيما بيننا" (عام 1849) له الشهرة ونعت الكاتب بلقب "كولومبوس زاموسكفوريتشيه" ووصفت مسرحيته الاولى  بانها "الانفس الميتة" لفئة التجار.


وبعد ان أفصح ألكسندر اوستروفسكي عن نفسه في المسرحية الاولى كاتبا ساخرا على الاخص صار يطعم الكوميديا بالشخوص النيرة والمعذبة ايضا.


لقد كانت السخرية تلازم الشاعرية دوما لدى ألكسندر اوستروفسكي. فهو اذ يطلق على كثير من مسرحياته تسمية "كوميديات" فانما يقصد بهذا لا الضحك المتواصل بل شيء اهم وهو الوصف الصادق للاخلاق والكشف الجريء لمأساوية وهزل الحياة.


مسرحية العاصفة الرعدية
في عام 1856 ابدع اوستروفسكي مسرحيته "وظيفة مربحة" وهي مسرحية جديدة من حيث المهمات المطروحة واثارت ضجة كبيرة.

ومن اشهر مسرحيات اوستروفسكي "العاصفة الرعدية" (1859). وقد كرست لها مقالة رائعة  لم تفقد حتى الآن قيمتها كتبها الناقد نيقولاي دوبروليوبوف بعنوان "بصيص نور في مملكة الظلام". ولا يبحث اوستروفسكي من اجل بطلة المسرحية كاترينا عن مخرج من مأزقها ، فلا وجود له. واصبح المغزى الرئيسي للدراما هو حقيقة الطبع القوي للمرأة الروسية التي تفضل الموت على الحياة الذليلة.


في عام 1868 امضى اوستروفسكي فترة شهرين في اوروبا حيث زار ألمانيا وايطاليا وفرنسا.


وكان غالبا ما يزور ضيعة ابيه شيليكوفو الواقعة في ركن قصى تكسوه الغابات في محافظة كوستروما. وابتداء من نهاية الستينات حين صار مالكا لها صار يمضي فيها عدة اشهر في السنة. ودرس مناطق الفولغا مثلما درس موسكو وكذلك استوعبها شعريا.


وفي مسرحية "اميرة الثلج" (1873) استلهم  الحكايات الشعبية والاغاني والالعاب والخرافات الروسية وكان بوسعه سماعها في اطراف شيلكوفا  بالذات.


وفي عام 1881 كتب 
الملحن الروسي المعروف نيقولاي ريمسكي – كورساكوف موسيقى اوبرا "اميرة الثلج" اعتمادا على نص مسرحية اوستروفسكي.

بعد الغاء نظام القنانة كان اوستروفسكي من اوائل الكتاب الروس الذين ابدعوا نماذج شخصيات ارباب الاعمال البرجوازيين العديمي
مسرحية عروس بلا بائنةالمبدأ. ومن مؤلفاته الهامة في اعوام السبعينات "قلب الثائر" (1868) و"الغابة" (1870) و"حملان وذئاب" (1875 وغيرها.

وفي العقدين الاخيرين لحياته كرس مجموعة كبيرة من مسرحياته الى المرأة. ومن اشهرها "عروس بلا بائنة" (1878).


كان اوستروفسكي في اعوام الشيخوخة غالبا ما يفكر بضرورة التجديد الجذري لخشبة المسرح الدرامية وقد ناضل من اجل ذلك  في مسرحياته مثل "مواهب ومعجبون" (1883) و" مذنبون بلا ذنب". واعتبر المسرح منذ ايام شبابه بمثابة بيته وارتبط كل شي في حياته الشخصية بخشبة المسرح.

 عاجلت المنية اوستروفسكي في شيلكوفو يوم 2 يونيو/حزيران عام 1886  وسط الاعمال الجديدة عن الاصلاح الجذري لخشبة المسرح الامبراطوري في موسكو (مسرح "المال

اندريه بلاتونوف كاتب روسي من فورونيج .. كشف طوباوية الفكرة الشيوعية



الكاتب اندريه بلاتونوف يحتل مكانة بارزة بين ادباء روسيا في القرن العشرين .. كنيته الحقيقية هي كليمينتوف. وهو كاتب روايات وقصص ومسرحيات. ولد  عام 1899 بضواحي مدينة فورونيج في اسرة عامل في السكك الحديدية. وتلقى تعليمه الاولي في مدرسة كنسية.

اضطر اندريه بلاتونوف عام 1914 الى ترك الدراسة  ليكسب لقمة العيش وعمل خراطا وعاملا في السكك الحديدية مما انعكس فيما بعد في قصصه المبكرة. التحق عام 1918  بمعهد فورونيج للسكك الحديد  ليلبي ولعه في فترة اليفاع بالمكائن والآليات. وبعد انهاء المعهد كتب مقالا تحت عنوان "الكهربة"  وصف فيها هندسة الكهرباء باعتبارها مهنته الرئيسية. كما وصف بلاتونوف التعليم بانه الحاجة الى كسب معرفة عليا بغية تجاوز عقم الحياة على حد تعبير بطل روايته "نهر بوتودان" (عام 1937).


بدأ بلاتونوف نظم الشعر منذ سن الثانية عشرة ونشر اولى اشعاره في صحف مدينة فورونيج عام 1918 الى جانب تقارير صحفية  ومقالات اجتماعية. ومنذ ذلك الحين اصبح بلاتونوف من ابرز الكتاب في محافظة فورونيج. والتحق عام 1920 بالحزب الشيوعي ثم تخلى عن العضوية فيه  طوعا.


بعد ان شهد المجاعة الجماعية في الريف الروسي قرر التخلي عن الكتابة وانتقل الى العمل الهندسي الزراعي والاداري وعمل في اعوام 1922 -1926 في  قسم الهندسة الزراعية بمحافظة فورونيج حيث تولى مسؤولية الري والكهربة في الريف.


في عام 1926 انتقل الى موسكو حيث عمل موظفا في مفوضية الشعب للزراعة. ثم تم نقله الى مدينة تامبوف حيث شغل بعض المناصب الادارية والهندسية، وانعكست تلك الخبرات في روايته الهجائية "مدينة غرادوف" (1926) التي تضمنت نقدا للعيوب البيروقراطية الشيوعية الجديدة.


تعتبر رواية "بوابات هويس يبيفانسكيه" (1928) حيث ربط بين الاصلاحات التي قام بها القيصر بطرس الاكبر والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية الخيالية الضخمة التي طرحها الشيوعيون ،  من بين اول مؤلفاته ذات القيمة الادبية الكبرى.


في عام 1929 كتب بلاتونوف رواية كبيرة تدعى "تشيفينغور" اثارت ضجة في الوسط الادبي ونقدا لاذعا من جانب الكاتب البروليتاري مكسيم غوركي. لذلك تم فرض الحظر على نشر هذه الرواية حيث حول الافكار الشيوعية الى سخافة وبين طوباويتها  المأساوية. ويقتل رجال المخابرات الشيوعية في روايته الطوباوية اشخاصا برجوازيين وشبه برجوازيين ويرتزق
رواية حفرةالبروليتاريون بإرث  خلفته الطبقة البرجوازية. ويجد ابطال الرواية انفسهم ايتاما في الدنيا الخالية من الله ، وهم يبنون الاشتراكية. وظلت الرواية محظورة لغاية عام 1988  رغم انها صدرت بفرنسا عام 1972. 

كتب بلاتونوف عام 1930 رواية اسماها "الحفرة". وتعتبر الحفرة الكبيرة رمزا للتحولات  الاشتراكية. وربط الكاتب فيها بين اسطورة  برج بابل والتحولات الشيوعية الخالية من المغزى حيث يقطع الانسان مسافات شاسعة لكي يكشف الحقيقة. لكنه يفشل في نهاية المطاف. ورأي يوسف برودسكي الشاعر الحائز على جائزة نوبل ان بلاتونوف اخضع نفسه للغة العصر التي مكنته من رؤية هوة مخيفة. لذلك حاول رسم الواقع بطرق سريالية. ولم تصدر هذه الرواية الا عام 1987 في الاتحاد السوفيتي وعام 1969 في المانيا الاتحادية.


عمل بلاتونوف ابان الحرب الوطنية العظمى مراسلا في صحيفة "النجم الاحمر" الناطقة بأسم الجيش السوفيتي  مما مكنه من نشر بعض مؤلفاته الادبية ومنها 4 كتب.


تعرض بلاتونوف في فترة ما بعد الحرب  للنقد من جانب الحزب. وتم شطب اسمه من الادب السوفيتي. ولم تصدر اهم كتبه الا في خارج الاتحاد السوفيتي او عشية انهيار النظام الشيوعي.


توفي اندريه بلاتونوف في 5 يناير/كانون الثاني عام 1951 في موسكو.

ميخائيل زوشينكو كاتب سوفيتي ساخر



ميخائيل زوشينكو هو كاتب ألف العديد من القصص الهزلية والهجائية سخر فيها من محيطه رجالا  ونساء  ومن الحياة التي كان يعيشها في النصف الاول للقرن العشرين في روسيا.
ولد ميخائيل زوشينكو في 10 اغسطس/آب عام 1895 بمدينة بطرسبورغ في عائلة فنان تشكيلي. وتعود اول تجارب ادبية له الى ايام الصبا. و يذكر الكاتب نفسه انه بدأ في نظم الشعر عام 1902 . اما عام 1907 فألف فيه اول قصة قصيرة له بعنوان "معطف".

التحق ميخائيل زوشينكو عام 1913 بكلية الحقوق في جامعة بطرسبورغ. لكنه فصل من الدراسة لعدم تسديده  كلفتها  وهو طالب في السنة الثانية. حاول زوشينكو اعادة الالتحاق بالجامعة، لكن الحرب العالمية الاولى حالت دون ذلك.


في عام 1916 تعرض زوشينكو الذي تم تجنيده للخدمة في الجيش الروسي تعرض لهجوم كيميائي ألماني  واصيب بجروح خطيرة، لكنه عاد في خريف العام نفسه الى الجيش وترقى الى رتبة نقيب. كما انه منح وسامي  القديس ستانيسلاف والقديسة آنا لقاء بطولاته الشخصية. تم تسريحه من الجيش في مطلع عام 1917  لاصابته بمرض قلبي خطير ناتج عن الغازات السامة الالمانية.


بعد قيام ثورة فبراير عام 1917 في روسيا تم تعيين زوشينكو مديرا  لمركز البريد والتلغراف في مدينة بتروغراد (بطرسبورغ). وفي الوقت نفسه تابع تجاربه الادبية  فنشر قصص "ماروسيا" و"الممثلة" و"الجار" وغيرها.


بعد قيام  ثورة اكتوبر عام 1917 انتقل زوشينكو الى جانب السلطة السوفيتية وتطوع للخدمة العسكرية في الجيش الاحمر رغم مرضه القلبي. لكنه اضطر عام 1919 الى مغادرة الجيش لاسباب صحية. وبعد ذلك بدأ بممارسة مهن مختلفة ، فعمل نجارا وممثلا وشرطيا وسكرتيرا في المحكمة ومحققا في المباحث.  ثم التحق  باستوديو " الادب العالمي"،الذي كان يشرف عليه الكاتب كورنيه تشوكوفسكي، ليتفرغ للنشاط الادبي.
 ومن قصصه المكتوبة في تلك الفترة والمنشورة فيما بعد قصص "الحب" و"الحرب" وشيخوخة فرانغل" و" السمكة" وغيرها. وبحلول منتصف العشرينات تحول زوشينكو الى اكثر الكتاب شهرة وشعبية في الاتحاد السوفيتي. وكان  يقدم قصصه في الامسيات الادبية الكثيرة. وحظيت قصصه "حمام" و"ارسطقراطية" و"تاريخ المرض" المحببة لدى الجمهور باقبال خاص .
 في فبرايرعام 1921 تشكلت في لينينغراد جمعية للادباء السوفيت تدعى "اخوة سيرابيون"  انضم اليها كل من نيقولاي تيخونوف وفسيفولود ايفانوف وفينيامين كافيرين وغيرهم من الكتاب المعروفين. وصدر عام 1922 اول تقويم ادبي لها يحتوي علي قصة بقلم زوشينكو تحت عنوان  "فيكتوريا كازيميروفنا". ولم تمر سنة واحدة حتى تنشر مجلة " Le disque vert " البلجيكية هذه القصة باللغة الفرنسية باعتبارها اول قصة للكاتب السوفيتي  ترجمت الى اللغات الاجنبية ونشرت في الغرب.

ابتداءا من عام 1923 يبدأ زوشينكو التعاون الدائم مع المجلات الادبية والاجتماعية التي تنشر  قصصه الهجائية التي يسخر فيها من الواقع السوفيتي، الامر الذي لم يعجب السلطات الرسمية .


وبالاضافة الى القصص الهجائية  والتقارير الساخرة نشر زوشينكو في صحف ومجلات لينينغراد القصص التاريخية مثل "الامير الاسود" و"النقمة" و"كيرينسكي" و"تاراس شيفتشينكو" والقصص القصيرة للاطفال.

واجه زوسشينكو عام 1933 ازمة نفسية مؤلمة مما شجعه على دراسة المراجع في علم النفس واجراء الدراسات بهذا الشأن. واسفرت هذه الجهود عن كتابة قصته  "ايام الشباب المستعادة" التي اثارت ضجة في  الاوساط العلمية  ولفتت انتباه الاكاديمي المشهور ايفان بافلوف.


انتخب زوشينكو في المؤتمر الاول للكتاب السوفيت الذي عقد عام 1934  عضوا في ادارة اتحاد الكتاب السوفيت.


في عام 1935  نشر زوشينكو مجموعة قصص هجائية بعنوان " الكتاب السماوي". واعتبر النقد الادبي الرسمي انه خرج في هذا الكتاب  من اطر الهزل والهجاء الايجابي ، الامر الذي جعل السلطات تفرض الحظر على  نشر كتبه  في الاتحاد السوفيتي.


كتب زوشينكو ابان الحرب الوطنية العظمى(1941 - 1945) عددا من المقالات الهجائية الموجهة ضد النازية وزعمائها بالاضافة الى  بعض السيناريوهات لللافلام الروائية.


نشرت مجلة "اكتوبر" عام 1943  بعض الفصول  من دراسة  فنية بعنوان "قبل شروق الشمس" بقلم زوشينكو. ويعتقد الخبراء في علم النفس ان زوشينكو استبق في هذا الكتاب بعض الاكتشافات في مجال علم اللاوعي.

 صدر عام 1946 قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي بعنوان "حول  مجلتي "زفيزدا" و"لينينغراد" الذي انهال فيه النقد  اللاذع على ابداع زوشينكو وبعض الكتاب السوفيت الاخرين، الامر الذي ادى الى  حرمان  زوشينكو من العضوية في اتحاد الكتاب السوفيت وفرض الحظر على نشر مؤلفاته. واضطر الكاتب الى الانتقال الى ابداع الترجمة حيث  ترجم بعض القصص للكاتب الفنلندي المعروف مايو لاسيلا.

بعد موت ستالين  تمت استعادة عضوية زوشينكو في اتحاد الكتاب.  لكنه حرم من تقاضي المعاش التقاعدي بعد بلوغه  سن التقاعد.  وتمكن  زوشينكو عام 1957  من اصدار مختارات من قصصصه. لكن صحته باتت تتدهور،  وقضى اخر سنوات حياته في منزله الصيفي  بمدينة سيستروريتسك حيث كان يواجه ازمة نفسية صعبة. توفي زوشينكو في 22 يوليو/تموز عام 1958 نتيجة اصابته بالسكتة القلبية. ودفن في مقبرة بلدة سيستروريتسك بضواحي مدينة لينينغراد (بطرسبورغ حاليا).

ارحلات الفضاء الروسية

رحلات الفضاء الروسية

تاريخ علم الفضاء السوفيتي والروسي

قسطنطين سيولكوفسكيقسطنطين تسيولكوفسكي مؤسس نظرية التحليق بين الكواكب
في أواخر القرن التاسع عشر عاش ببلدة كالوغا قرب موسكو معلم ثقيل السمع، وكان يزاول لوحده وضع التصاميم العلمية للتحليق في الفضاء.
وقد قام هذا الشخص بوضع أسس التصميم الحالي للصواريخ. ولكن معاصروه لم يفهموا آنذاك أفكاره.
لقد كان تسيولكوفسكي مؤسس نظرية التحليق بين الكواكب. وكان أول من درس مسألة تصنيع صاروخ قادر أن يكون تابعا إصطناعياً للأرض، وأعرب عن فكرة إنشاء محطات قرب الارض كمستوطنات إصطناعية تستخدم الطاقة الشمسية.
وقد ساعدت مؤلفات تسيولكوفسكي العلمية الى حد كبير على تطوير الأجهزة والمعدات الصاروخية والفضائية في الإتحاد السوفياتي والبلدان الإخرى (المزيد من التفاصيل عن تسيولكوفسكي في موقعنا).


سيرغي كورولوفمساهمة سيرغي كوروليوف في غزو الفضاء
من أهم ورثة أفكار سيولكوفسكي – المصمم والعالم في ميدان هندسة الصواريخ وتكنولوجيا الفضاء سيرغي كوروليوف .
وقد كان كوروليوف لدى قيامه بتصميم الصواريخ الحربية الباليستية يسعى الى امور أهم من ذلك أي الى غزو الفضاء وتحليق الإنسان بين الكواكب.
في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 1957 أطلق كورولوف من مطار بايكونور الفضائي الى المدار القريب من الأرض أول قمر إصطناعي تابع للأرض في تاريخ البشرية.
وفي الثالث من ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته أطلق القمر الإصطناعي السوفياتي الثاني وكان أول قمر تابع للأرض يُقِلُ كائناً حياً، فقد كان على متنه الكلبة لايكا.
(المزيد من التفاصيل عن سيرغي كوروليوف في موقعنا)

لايكالونا - 1لونا - 3
وفي الثاني من يناير/كانون الثاني عام 1959 إنطلق من مطار بايكونور الفضائي الصاروخ الحامل "فوستوك" الذي أخرج محطة "لونا - 1" السوفيتية الأوتوماتيكية الى مسار التحليق نحو القمر.
وقد أصبحت هذه المحطة أول تابع إصطناعي للشمس.
وفي الثالث عشر من سبتمبر/أيلول عام 1959 وصلت مركبة "لونا - 2" للمرة الأولى في العالم إلى سطح القمر حيث أقلّت إلى هناك علمًا رُسم عليه شعار الاتحاد السوفيتي. وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1959 بثت المحطة الفضائية الاوتوماتيكية : "لونا – 3" أول صور للجهة غير المنظورة من القمر.
في 15 مايو/أيار عام 1960 أخرج الصاروخ الحامل "فوستوك" إلى المدار القريب من الأرض أول مركبة - قمر اصطناعي وفي 19 اغسطس/آب عام 1960 جرى إطلاق المركبة - القمر الاصطناعي من طراز "فوستوك" وعلى متنه الكلبتان بيلكا وستريلكا اللتان عادتا في اليوم التالي إلى الأرض بنجاح. فللمرة الأولى في التاريخ ارتادت الفضاء كائنات حية وعادت غلى الأرض في حالة سليمة.
فوستوكبيلكا وستريلكا
وفي 12 أبريل / نيسان عام 1961 أثار كوروليوف مجدّداً الاندهاش والذهول لدى الرأي العام العالمي. فبعد إنشاء أول سفينة فضائية مأهولة "فوستوك" قام هذا العالم الكبير بتحقيق أول تحليق للإنسان في الفضاء فأطلق يوري غاغارين على متن هذه السفينة إلى المدار القريب من الأرض.






يوري غاغاريتحليق الإنسان في الفضاء
بحلول الأول من مارس/آذار عام 1960 تمّ انتقاء مجموعة من 20 ملاحاً فضائيّاً مقبلاً. سجل 12 منهم في الفصيل الاول لرجال الفضاء. وقد اجتاز المشاركون تجارب وتدريبات صعبة ومعقدة للغاية حيث كان امام منظمي التحليق القادم مهمة النظر في كافة الضغوطات المحتملة على جسم الإنسان فضلاً عن جميع الحالات الطارئة والمفاجئة التي قد تحدث في الفضاء.
وقد كان يوري غاغارين في عداد المجموعة الأولى. وفي 12 ابريل/نيسان عام 1961 كان غاغارين أول إنسان في العالم يقوم بتحليق إلى الفضاء على متن سفينة الفضاء "فوستوك". وقد استغرق هذا التحليق ساعة و48 دقيقة.








فالنتينا تيريشكوفاالكسي ليونوفالغزو اللاحق للفضاء
في عام 1963 أرسل الاتحاد السوفيتي إلى الفضاء أول رائدة فضاء وهي فالنتينا تيريشكوفا التي أمضت 71 ساعة وأجرت 48 دورة حول الأرض.
في عام 1965 قام رجل الفضاء بأول خروج إلى الفضاء المكشوف حيث أمضى 20 دقيقة.





 
طاقما سفينتي سيوز - 19 وأبولون
في 15 يوليو/تموز عام 1975 بدأ من خلال إطلاق سفينة الفضاء السوفيتية "سيوز - 19" وسفينة الفضاء الأمريكية "أبولون" أول تحليق مشترك في التاريخ لممثلي بلدان مختلفة. فقد جرى في الفضاء التحام هاتين السفينتين الامر الذي أصبح فيما بعد أساساً لمحطة فضائية دولية مقبلة.
محطة مير
في الفترة الواقعة بين عام 1971 وعام 2001 استمر في المدار عمل المحطات الفضائية الطويلة المدى. ومنها محطة "مير" التي واصلت عملها في غضون 10 سنوات.
المحطة الفضائية الدولية
ومنذ عام 1998 بدأ العمل في تجميع المحطة الفضائية الدولية الذي شاركت فيه روسيا على نحو فعّال. ومنذ عام 2000 تتواجد في المحطة بصورة دائمة بعثات علمية. وبحلول أواخر عام 2007 كان قد عمل في المحطة 16 بعثة طويلة الأمد شارك فيها 17 رجل فضاء روسي و20 رجل فضاء أمريكي من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". كما زار المحطة في بعثات ابحاث علمية قصيرة 7 من رجال الفضاء الروس و79 من وكالة "ناسا" إلى جانب 21 رجل فضاء أوروبي وكذلك ممثلو كندا واليابان فضلا عن 5 سياح فضائيين.
محمد فارسروسيا والعرب في مجال الفضاء
للتعاون العربي الروسي في مجال الفضاء تاريخ طويل. ويجري التخطيط لتطويره بشكل مضطرد في المستقبل. فقد احتفلت روسيا وسوريا مؤخرا بالذكرى العشرين لأول رحلة فضائية سوفييتية - سورية مشتركة. بدأ هذا التعاون حينما قام رائد الفضاء السوري محمد فارس برحلة فضائية على متن مركبة فضائية سوفيتية استغرقت حوالي 8  أيام في يوليو/تموز عام 1987.
وتتصدر السعودية قائمة الدول العربية التي انضمت بفضل الصواريخ الفضائية الروسية إلى نادي الدول التي تملك أقمارا صناعية في المدار. فمنذ عام 2002 وحتى يومنا هذا نقلت الصواريخ الروسية إلى المدار 13 قمرا صناعيا سعوديا من طراز "سعوديسات" و"سعوديسات-3" و"سعوديكومسات". بالإضافة إلى "عربسات-4 ب" (Arabsat -4B)، الذي يقدم الخدمات في مجال البث الرقمي التلفزيوني والاتصالات الهاتفية، وتوفير منفذ إلى الإنترنت لسكان دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي عام 2001 انطلق أول قمر صناعي مغربي "ماروكتوبسات" من قاعدة بايكونور الفضائية لمتابعة الغطاء النباتي ومواقع الأجسام المتنقلة. ومنذ ذلك الحين يتطور باستمرار التعاون بين وكالة الفضاء الروسية والمركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي بالمغرب. وفي العام التالي نقل الصاروخ الروسي "كوسموس-3 إم" أول قمر صناعي جزائري ( ألسات) يدور حول الأرض للاستشعار عن بعد. ومنذ عام 2004 وقعت اتفاقية بين روسيا والجزائر حول التعاون في مجال التكنولوجيا الفضائية وتطبيقها.
كما عقدت اتفاقية بين وكالة الفضاء الروسية والهيئة العامة للاستشعار عن بعد والعلوم الكونية المصرية للعمل المشترك في مجال الفضاء، حيث نقل الصاروخ الروسي - الأوكراني "دنيبر" من قاعدة بايكونور القمر الصناعي المصري "مصرسات - 1" ضمن مجموعة تشمل 14 قمرا صناعيا مختلفا في أبريل/نيسان 2007.
وأخيرا أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماما بالتعاون مع روسيا في مجال بحث الفضاء الكوني واستثماره عبر مباحثات أجراها وفد من الإمارات برئاسة الشيخ مانع بن حشر آل مكتوم رئيس شركة "Sheik Manea Bin Hasher Group" مع رئيس وكالة الفضاء الروسية أناتولي برمينوف في يوليو/تموز عام 2006 حول هذا الموضوع .
اهتمت روسيا بالمتاحف منذ أمد طويل، حيث يوجد فيها عدد هائل يحتوي على كنوز فنية من مختلف الحقب التاريخية. وتلقي الضوء على حضارات وثقافات الشعوب في مختلف أرجاء الأرض. يبرز من بين هذه المتاحف؛ متحف الأرميتاج، والمتحف الوطني، ومتحف الكرملين وغيرها. للإطلاع على المزيد في الموقع التالي:
http://www.russianmuseums.info

متحف الأرميتاج

من أشهر المتاحف في العالم. يقع على نهر النيفا في مدينة سانت بطرسبورغ. ويحتوي على أكثر من 3 ملايين مجموعة فنية تظهر التطور الثقافي والفني في العالم من العصر الحجري إلى الآن. وتم تزويد المتحف بآخر تقنيات الحاسوب لتزويد المهتمين بجميع المعلومات عن المتحف وكنوزه. يرتاد متحف الارميتاج كل سنة الملايين من السياح الروس والاجانب. مدير متحف الارميتاج هو المستشرق الروسي المعروف ميخائيل بيوتروفسكي.
تم تأسيس متحف الارميتاج بصفته متحفا لمجوعات اللوحات الخاصة التابعة الامبراطورة كاترينا الثانية عام 1764.   بمرور الزمن تم توسيع المتحف الذي احتوى  على مجموعات الصور المحفورة والرسوم والتحف القديمة والتماثيل والفن التطبيقي الاوروبي الغربي  والحفر على الحجر والنقود والميداليات والكتب الى جانب لوحات الفن التشكيلي. في عام 1852 تم افتتاح المتحف لزيارات الجمهور. يقع الارميتاج المعاصر في القصور الستة الجميلة الممتدة على طول رصيف نهر نيفا في وسط بطرسبورغ. ويعتبر القصر الشتوى نواة للارميتاج وبطرسبورغ كلها. في الوقت الحاضر مدير متحف الأرميتاج ميخائيل بيوتروفسكي.
متحف الأرميتاج

غاليري تريتيكوف في موسكو (المتحف الوطني الروسي للفنون)

من أشهر صالات العرض في العالم. وتحتوي على رسوم وأعمال فنية روسية رائعة يقارب عددها المائة والثلاثين ألف لوحة. يتراوح تاريخها من القرن العاشر إلى القرن الحالي. ويضم غاليري تريتيكوف لوحات لفنانين روس معاصرين. مثل روبليوف وكارافاك و فيشنياكوف ونيكيتين وأنتروبوف وليفيتسكي وغيرهم.
تم تأسيس هذا المتحف عام 1856 من قبل التاجر الروسي بافيل ترتيكوف.
http://www.tretyakovgallery.ru/english
غاليري تريتيكوف في موسكو (المتحف الوطني الروسي للفنون)

متحف فنون شعوب الشرق

أسس هذا المتحف عام 1918. حوالي 160 ألف قطعة ويضم مقتنياته من القطع والأعمال الفنية الفريدة، تتضمن هذه التحف الفنية لوحات وتماثيل ومخطوطات من الشرق الأوسط والشرق الأقصى مثل اليابان وكوريا وإيران وآسيا الوسطى.
http://www.museum.ru/M297
متحف فنون شعوب الشرق

متحف الكرملين الروسي

يقع متحف الكرملين في وسط العاصمة الروسية موسكو. ويتميز ببنائه الفريد من نوعه، حيث تبرز جدرانه الضخمة وأبراجه الذهبية المقببة. أما قصوره القديمة فتقف شامخة على تلة باروفيتسكايا حيث نهر موسكو. تجتمع هذه الآثارلتشكل طرازا معماريا يشهد على رقي الفن المعماري الروسي. كما يوجد  في داخل الكرملين  العديد من المتاحف التي تحتوي على كنوز القياصرة الروس.
http://www.kreml.ru/main_en.asp
متحف الكرملين الروسي

متحف بوشكين للفنون

افتتح متحف بوشكين في 31 مارس (آذار) عام 1912 باعتباره متحفا للفنون الجميلة. سمي بمتحف الإمبراطور ألكسندرالثالث ضمن إطار جامعة موسكو. في عام 1932 سمي بالمتحف الوطني للفنون. وفي عام 1937 سمي بمتحف بوشكين تيمنا بالشاعر الروسي العظيم ألكسندر بوشكين.  يضم هذا المتحف كنوزا تشمل بدء من الحضارتين الفرعونية وبلاد ما بين النهرين وانتهاء بفنون القرن العشرين.
يعد إيفان تسفيتايف والد الشاعرة الروسية الكبيرة مارينا تسفيتايفا مؤسسا وأول مدير لمتحف بوشكين. التفاصيل عن متحف بوشكين...
http://www.museum.ru/gmii/defengl.htm
متحف بوشكين للفنون

المتحف الروسي

 اول متحف في روسيا للفنون التشكيلية، افتتح عام 1898 بأمر من الامبراطور نيقولاي الثاني على شرف ذكرى والده الكسندر الثالث الذي كان هاويا لجمع اللوحات الفنية. بلغ عدد لوحات المتحف وقت افتتاحه حوالي 400 لوحة ، اما الان فيحتوي على مايقارب 400 الف قطعة فنية. يتضمن المتحف الروسي في الوقت الحاضر الاقسام التالية: اللوحات الفنية الروسية والفترة السوفيتية وقسم النحت والغرافيك والفنون التشكيلية والشعبية ( الاثاث والخزف الصيني والزجاج و الزخرفة والاصباغ والقطع المعدنية واقمشة والتطريز وغيرها ). في قسم روسيا القديمة تعرض ايقونات الفترة بين القرن 12 والقرن 15 من عمل اندريه روبلوف وسيمون اوشاكوف وغيرهما من الرسامين. تضم مجموعة المتحف حوالي 5 الف ايقونة للفترة من القرن 12 الى بداية القرن الـ 20 . اكثر المجموعات اكتمالا هي مجموعة الفترة المنحصرة بين القرن 18 والنصف الاول من القرن 19 . في بداية الامر كان المتحف في قصر ميخائيلوفسكي المبني على الطراز الكلاسيكي العالي، اما الان فانه في قصر ستروغانوفسكي والقصر الرخامي والقصر الصيفي وميخائيلوفسكي وقصر بطرس الاكبر المحاطة بحدائق غناء.
http://www.rusmuseum.ru/eng/home