السبت، 28 أغسطس 2010

الأجير الذي أصبح محاوراً .. الداعية أحمد ديدات "2


الأجيــر الذي أصبح محاوراً


أدركت أن قراءتي لكتب الفلسفة قبل لقائه كانت متظافرة لأجل فهمٍ أكبر لعقله الكبير وثقافته الواسعة ..فشكراً لله .

" صنفنان من الناس فقط يجوز ان نسميهم عقلاء : وهم الذين يخدمون الله لأنهم يعرفونه ،والذين يجدون في البحث عنه لإنه لا يعرفونه !
باسكال

هذهِ هي النتيجة البسيطة التي يجدها العقل المنطقي البسيط معرفة الله ، هوَ بكل معرفته وإيمانه كان يعرف الله وكان يسألهم : هل تعرفون الله ؟
فيجيبونه نعم إنه المسيح يسوع ابن مريم ربنا الذي نزل إلى الأرض ليكون أكثر قرباً منّا ليشاركننا آلامنا وشقائنا ..

فيعاود السؤال :
هل تعرفون الله ؟؟
هل تعرفون الرب ؟

يجيب هوَ :
الرب هو المعبود ، فهل رايتم رباً يقول أنا جائع .. ثمّ _ منطقياً _ بعد الجوع سيقول سأذهب لقضاء حاجتي ..! فهل هذا هو الله ؟

كنتيجة منطقية ستكون الإجابة النفي .. ، ثم بعد أن يقتنعوا أن نفي تلك الحالة لله جلّ جلاله ينطق بالقنبلة :
ذلك مذكور في إنجيل يوحنّا !
يبلبلهم ، يجعلهم يعيدون التفكير ، رَاجعوا الإنجيل وأعملوا العقل فوجدا أن ذلك ليس الدينُ الحق .. واهتدى كثيرٌ على يديه إلى الإسلام .. إنه الرجل العظيم أحمد ديدات

قصة هذا الرجل عجيبة ، كما سلف مولودٌ لأبوين هنديين ونشأ في جنوب إفريقيا ، يتمه جعله يعمل أجيراً لمسيحي أبيض ، زار قسٌ مسيحي صديقه .. رأى أحمد ، وعلم أنه مسلم . أراد أن يفحمه ويجعلة يرتد عن دينه فتكلم في الإسلام وفي النبي صلى الله عليه وسلم وإحتراماً لرب عمله لمّ يرد عليه ديدات .. فكان ذلك إستفزازاً للقس أن يهديه نسخة من الإنجيل فكانت البداية ..

قرأ أحمد الإنجيل كاملاً ثم قارنه بالقرآن فوجد فيه فرقاً بيناً .. ولمّ يكتف بذلك بل تتبع نُسخ الإنجيل واستنتج أن الكتاب مُحرف وليس به من الدين النصراني الحق من شيء ..

طلب مناظرة ذلك القس ومحاجته بالحق البين ، وحين تمت المحاورة أسقط في يد القس ولمّ يجد إجابة لـ آلاف التساؤلات التى القى بها ديدات في جعبته ..
ناظر العديد من القسيسين في جنوب إفريقيا وفي أنحاء العالم ، رأيت مناظرة له وهي مع القس السويدي استانلى شوبيرج بعنوان " هل المسيح هو الله ؟ "، يملك القوة في الأسلوب والعلم والثقة وقبل ذلك كله إيمانٌ عميق ..

بهرني حين قال :
" أروني السطر الذي قال فيه عيسى أنا الله اعبدوني ، وحين تجدون سأضع رقبتي تحت المقصلة فوراً "

صمت القس وصفق الحاضرون حتى المسيحيون ، نعم طلب برهاناً بكل بساطة على كل الأكاذيب والفخاخ .. طلب دليلاً صافياً دون تأويل يقبله الجاهل والعالم .. الطفل والعجوز، طلب دليلاً عقلياً منطقياً تؤمن به العقول وتقتنع دون تأويل أو تفسير .

كان يجاري عقولهم الماكرة بمكرٍ مبتسم ، يبتسم وهو يقول : " عذراً لمّ أفهم ماذا تقصد " ليدلل على كلامه الغامض الضائع ..

للإستزادة. قرأت كتابه " صلب المسيح " اتخذ طريقاً أُخرى ليحاجهم في عقيدتهم الملوثة في مسأله مُهمة ألا وهي صلب عيسى عليه السلام ..

ما هي الحكاية ؟
الحكاية أن القساوسة وعلماء الدين النصارى لديهم عقيدة بشأن صلب عيسى، وحكاية صلب عيسى عليه السلام معروفة ومذكورة في القرآن : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)} النساء 157 _ 159

في هذا الكتاب يبين التناقضات التي وقعت في أناجيلهم ( مرقس ، يوحنا ، لوقا ، متى ) بخصوص قصة صلب المسيح ، فهم يقولون أنّه كان روحاً أصلاً وقُتل على أيدي اليهود حتى ينقينا من خطايانا ومن ثم رُدت عليه الروح ثانية كيف ولماذا تلك قصة متناقضة وردت في الأناجيل .. يقول في ص 65 في الهامش : "فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطتان باقمطة ووجه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع دعوه يذهب " !

وفي ص79 : " إن سبب رعبهم وهلعهم هو أنهم كانوا يظنون أن ذلك الرجل الماثل أمامهم في وسطهم الذي رأوه لم يكون يسوع وإنما خياله اسأل أصدقائك الذين يريدون أن يشاركوك السماء .. ما السبب في أن التلاميذ ظنوا أن يسوع روح ؟ أسألهم هل يشبه الروح ؟ مع أنهم ضالون مثلما يكونون فستسمع الإجابة لا ، اذن لماذا ظن التلاميذ _ في الإنجيل _ بأن يسوع كان روحا مع أنه لا يشبه أحد ؟ لا إجابة إنهم صامتون _ يقصد أصحاب الأناجيل والقساوسة _ فضلاً ورجاءاً أن تساعدهم _ يقصد مُحاوريه _ .. حررهم من إفتتنانهم وجنونهم فإن لم تفعل فإنهم سيضجروننا ويضجروا الشعب حتى يأتي ملكوت الله .. إنهم يسرقون أولادنا على هيئة إطعام جوعى من الأطفال وفي أحيان بأموالنا .. هل سمعتم عن التخيل العالمي وما يشبه ذلك انها الحروب الصليبية مرة أخرى ولكن بأسلحة خفية ! " انتهى ..

ذكرني حديث الشيخ أحمد ديدات بهذه الصورة

كلاهما يدعو ، ولكن إحداهما يدعو إلى هدى وكتابٍ مبين .. رحمك الله يا أحمد ديدات .

أنا مُقصرة جداً في قراءته ، مقصرة .. لكنّ أحسب ما قدمت نبذة بسيطة على عجالة أدعو الله أن وُفقت فيها وأنصفت قامة مثل قامته .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق